الجمعة، 26 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

48 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

amany ellethey

الإسلام دين سماحة ويسر ومعاملة حسنة حتى مع غير أتباعه

القاهرة - خالد الخليصي العجرمي:

لم تدرس في جامعة الأزهر أو أي جامعة إسلامية، بل الغريب أنها تخرجت في كلية الفنون الجميلة ـ قسم الديكور، وعملت فور تخرجها في واحدة من كبريات الشركات المصرية المتخصصة في مجال الديكور، إلا أنها وجدت نفسها تتجه إلى مجال آخر نابع من فطرتها الدينية وتنشئتها المنضبطة في واحدة من مدن صعيد مصر المعروف عنه تمسكه بالقيم والعادات المنضبطة.. وهكذا التحقت بمعهد إعداد الدعاة وتخرجت فيه بتقدير امتياز، واكتشفت في نفسها موهبة دعوية جذبت الأنظار إليها سريعًا واستقطبت ببساطتها واتزانها القلوب.. ومن فقرة مختصرة في برنامج "ست الستات" بقناة الصعيد، لتصعد سريعًا إلى برنامج مستقل "مع الحبيب" بقناة abc الفضائية.. هذه هي الداعية الإسلامية الشابة أمانى الليثي التي تحل علينا ضيفة عبر سطور هذا الحوار.

نعلم أنك لم تتخرجي في إحدى الكليات الدعوية.. فكيف كانت خطواتك الأولى في المجال الدعوي؟

تخرجت في كلية الفنون الجميلة شعبة الديكور، وعملت في شركة كبرى، لكني وجدت حياتي في مجال آخر وهو الدعوة… وأنا أؤمن بأن الله هو سبحانه من اختار لي هذ االطريق. وهذا عهدي مع الله منذ ميلادي، فبفضله لم أدبر ولم أرسم لحياتي خطًا لأسير فيه إلا وأجد الأقدار تتدخل لتغير ما رسمت، فكانت حياتي تسير بدرجة 100% بإرادة الله، وما كنت أقرره لا أُوفق في إتمامه، وهكذا سارت حياتي كلها باختيار الله وكنت أثق أن اختياره عز وجل هو الأفضل.

وكانت خطواتي الأولى في مجال الدعوة من خلال ما استشعرته من حاجة مجتمعية ماسة لإحياء قيم ديننا السمح في ظل الظروف التي تمر بها الأمة من إرهاب فكري وخلط مغلوط للأفكار لاسيما في مجال العقيدة، فوجدت من واجبى أن أربي أولادي أولا ومن ثم المحيطين بي على قيم الوسطية السمحة النابعة من ديننا الحنيف بما فيه من أفكار معتدلة منضبطة وعلوم شرعية تستند إلى القرآن الكريم والسنة المحمدية المطهرة.

ولهذا التحقت بمعهد إعداد الدعاة؟!

نعم، التحقت بالمعهد لأصقل نفسي بالعلوم الشرعية ودراستها دراسة متعمقة تمكنني من فهم أصول الدين الإسلامى الذى يتسم بالسماحة والعدالة والوسطية، ومن ثم مخاطبة الآخرين بما حصلته من علوم ومعارف وفكر ديني منضبط لأكون نواة في تصحيح المسار المستقيم الذي حاد عنه البعض لاسيما من جيل الشباب.

هل كنت ترتبين لهذه الخطوة من قبل؟

لا لم أكن أرتب شيئًا، بل الأمر جاء قدرًا، حيث فتح الله سبحانه وتعالى لى كل الطرق لدراسة العلوم الشرعية، وساعدنى كثيرًا فى هذه الرحلة النورانية الشيقة، ورغم أننى خريجة فنون جميلة ولم يكن لدى معلومات دينية كثيرة إلا أن الله تعالى أنعم علي بأن أقتفي أثر حبيبي وقرة عيني رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وهكذا خضت الطريق الدعوي بعزيمة وحب.

ما كان شعورك في أول ظهور لك بالفضائيات؟

الظهور بالفضائيات أمر في منتهى الصعوبة ويختلف كلياً عن الدعوة لأشخاص قلائل وجهًا لوجه، والحقيقة أن المخرج على مبروك وطاقم العمل بذلوا مجهوداً كبيراً لمساعدتي .

كيف أهّلت نفسك ثقافياً حتى تجيدي فن الدعوة الإسلامية فى برامج دينية؟

عندما بدأت العمل كداعية إسلامية كانت تنقصني الثقافة الدينية المتشعبة، إذ لم أكن أعرف الكثير عن الدين الإسلامي. لكني حرصت على الإبحار في كتب السيرة النبوية المطهرة وكتب الصحابة والفقه وغيرها من علوم الدين، والتحقت بمعهد إعداد الدعاة والمعهد العالي للدراسات الإسلامية.

وماذا عن برنامجك "مع الحبيب"؟

"مع الحبيب" برنامج عن الرسول صلى الله عليه وسلم وصفاته المثلى التى يجب أن نتحلى بها فى زماننا هذا فى كل الأمور الحياتية، وليس فقط في الفقه والسيرة والمجتمع. ونحاول في كل حلقة أن نتماشى مع الأحداث اليومية. وقدمنا مجموعة من الحلقات التي نالت إعجاب الناس.

ماذا يمثل لك حب الرسول صلى الله عليه وسلم ؟

من أكثر ما دفعني لاحتراف مجال الدعوة الإسلامية هو حبى للرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا الحب النبوى مستمر معى طوال اليوم.. فى العمل.. فى الشارع.. فى البيت.. مع الأصدقاء.. لدرجة أننى أشم رائحة الرسول صلى الله عليه وسلم حولى فى كل مكان وأشعر أنه معى يهدينى للطريق القويم.

نتيجة بحث الصور عن أماني الليثي

ما قصتك مع الدكتور أحمد عمر هاشم؟

لقد استفدت من علم الدكتور أحمد عمر هاشم عضو مجمع البحوث الإسلامية ورئيس لجنه البرامج التليفزيونية بالتلفيزيون المصري كثيرًا حيث التقيت فضيلته من خلال برنامجي الديني "في رعاية الله" الذي كان يبث على قناة abc العربية طوال شهر رمضان، وكان يجيب علي اسئلة المشاهدين وتقديم الفتاوى، كما تناول البرنامج أهم اللحظات في حياة الصائم من اغتنام للفرص وكيف نعيش في جنة الصيام. وناقشت فى البرنامج فقه المرأة بنوع من التركيز، علي المسائل الخاصة التي تعترض المرأة في رمضان وكيف يمكن التعامل معها في الشهر العظيم حتي تنال عظيم الأجر. وشجعنى فضيلته على استكمال الدراسات العليا بمعهد الدراسات العليا الإسلامية حيث وجد في نفسي أنني قدوة للمرأة المسلمة كما أعرب عن إعجابه وتقديره ببرنامج "مع الحبيب".

ما أبرز التحديات التي تواجه الداعيات في مصر؟

اعتقد أن التحديات التي تواجه الداعيات في مصر كثيرة، وأغلبها من الداخل وليس من الخارج، فللأسف أصبح كل الدعاة يدعون إلى اتباع ما يعتقدونه هم أنفسهم، وبات رأي الداعية ملزمًا لمن يطلب مشورته. وبصورة عامة أصبح الداعية لا يدعو إلى الله بل يدعو إلى ذاته، واختلطت المفاهيم بين الحكم الفقهي والفتوى وغاب عنهم نموذج الإمام أحمد بن حنبل الذي أفتى في نفس المجلس برأيين مختلفين لنفس السؤال هل للقاتل من توبة؟! وأصبحت المشكلة في احتكار الفتوى لشخصيات معينة، أما في الماضي فكنا دائمًا نعرف الحق ونعرف رجاله وكنا نصف الداعية بالممرضة التي ترعى المريض فتعطيه الإبرة في موعدها وترعاه، أما من يشخص حالة المريض ويصف له العلاج فهو الطبيب، والداعية كذلك ليس من حقه أن يصدر فتوى بل هو موصل للفتوى من العلماء لعامة الناس.

هذا بالإضافة إلى قلة عدد الداعيات، فإذا كانت المرأة نصف المجتمع وتربي النصف الآخر فهي إذن كل المجتمع، فكيف يصبح الاهتمام بمن هي مسؤولة عن مجتمع بأكمله ضعيفًا لهذا الحد؟! ولنا أن نلاحظ حجم الخطاب الموجه للمرأة بصوت المرأة نفسها، وهذا لا يعني أننا نرفض الرجال أو نمنعهم الخوض في هذا المضمار، لكننا نقول من أقرب للمرأة؟ ولمن تفصح المرأة عن خصوصياتها دون خجل؟ هل للرجل أم لامرأة مثلها؟ فضلا عن أن الدعوة تحولت إلى ماراثون للشهرة فأصبحت الساحة متخمة بدعاة غير أكفاء، وليس معنى ذلك إنني ضد أن يكون الداعية معروف، لكن بشرط ألا يكون ذلك على حساب الدعوة وألا تحدث مناطحات بين الدعاة يكون الخاسر الوحيد فيها هو المسلم البسيط.

ولنا في النقاش الذي دار بين الإمامين الشافعي وابن حنبل حول تارك الصلاة هل هو كافر أم لا؟ القدوة الصالحة باعتباره حوار علماء تحلى بأدب الحوار وأدب الخلاف، أما الآن فلا يوجد تحل بل تخل، وأصبحنا نعاني من تضارب الفتوى ! وباتت البلبلة هي السمة العامة والرئيسية.

ومن التحديات أيضا ضعف مشاركة داعيات الأزهر لدرجة أن من تحصل على شهادة معهد إعداد الدعاة لا نجد لها وجودًا في حقل الدعوة وتركن إلى البيت، كما أن الدخول لحقل الدعوة ليس عملية سهلة بل صعبة لأنه يحتاج إنسانًا متفرغًا يتخلص من خصوصياته وظروف بيته.

هل تعتقدين أن المجتمع بحاجة ماسة إليكن.. وهل قدمتن اضافة في مجال الدعوة للنساء؟

بلا أدنى شك استطاعت الداعية أن تملأ فراغا لا يقوى عليه غيرها ويعجز عنه الرجال في القيام بواجب الدعوة بين بنات جنسها وقامت بنفس الدور الذي يقوم به الرجل إن لم تكن فاقته نظرا لخصوصية الدعوة بين النساء.. ولكن ما زلت اشترط أن يفهم الدعاة أنهم ليسوا إلا مبلغين عن العلماء وليسوا فقهاء، وأن الداعية الناجح هو الناقل للفتوى دون زيادة أو نقصان، وأنا شخصيًا كنت استشهد بفتاوى دار الإفتاء والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية. كما أنهم قاموا بدور كبير في سد الفراغ على مستوى أسئلة النساء الحرجة، لكن مع ذلك نحن نحتاج إلى أعداد كثيرة من الداعيات لجبر النقص الموجود بالإضافة إلى ضرورة تعاون الداعيات مع بعضهن.

وهل لمست القضايا الحساسة والمواطن الحرجة بين الرجل وزوجته ووضعت الحلول؟

قد يختلف معي البعض في أن المرأة أكثر تفهمًا للمشكلات التي تحدث بين المرأة والرجل، لأنها تتفهم المشكلة بينهما وتنظر إليها من منظور امرأة وأم ربّت هذا الرجل، أما الرجل فيتفهمها من زاوية واحدة وهى انه رجل فقط، كما أن النساء أكثر صراحة في الأمور الخاصة بفقه النساء مع الداعية عنها مع الداعي الرجل، ولهذا وجدنا مشكلات تافهة تؤدي للطلاق بين الزوجين، وتؤكد الأرقام أن حالة طلاق تحدث كل 6 دقائق في مصر.

دعوة غير المسلمين ما زالت ضعيفة.. لماذا؟

نعم، ولكن يعوض ذلك ما يقوم به بعض المهتمين عبر الإنترنت وهو ما دفع غير المسلمين في مختلف أنحاء العالم للسؤال عن الإسلام لاسيما في أعقاب أحداث سبتمبر، إضافة إلى ما حدث في أفغانستان وجوانتانامو، مما دفع غير المسلمين لمحاولة التعرف على الإسلام ومنهم من وصل لحقيقة الإسلام كما أن منهم من ضل الطريق ووصلته صورة مشوهة، والبعض الآخر تعرف على الإسلام عن قرب.

هذا يقودنا إلى ما لاحظناه على صفحتك على الفيسبوك من كثرة عدد المعجبين من غير المسلمين؟

نعم . وأنا لاحظت ذلك أيضًا، وقد يكون السبب ما أركز عليه فى دعوتى وهو أن الإسلام دين السماحة واليسر، والمعاملة الحسنة لغير المسلمين، وهذا ما أوصانا به الرسول صلى الله عليه وسلم، وحثنا على نبذ العنف والتشدد والإرهاب .

 

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال