السبت، 20 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

93 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

yomnaaa1

المرأة الداعية أكثر فهمًا وإقناعًا في قضايا بنات جنسها

القاهرة - إسلام أحمد:

أكدت الداعية الدكتورة يمنى أبو النصر، أنَّ القدوة هي الركيزة الأولى في صلاح الأسرة أو فسادها، موضحة أن انتقال حب الصلاة بسلاسة إلى الأبناء يأتي بالدرجة الأولى من خلال الاقتداء بالوالدين الذين يحافظان على الصلاة.. وفي المقابل فإن التكاسل عن العبادات وانتشار الجهل والسلبيات هو أيضًا نتاج قدوة سلبية أو أسرة لم تقم بواجبها على الوجه الأمثل.. ولفتت في حديثها مع "الوعي الشبابي" إلى أهمية علم النفس في إيصال رسالة الدعوة، متطرقة إلى الدعوة النسائية ومدى نجاحها.. وغير ذلك من التفاصيل التي نتعرف إليها في السطور التالية.

· استشارية نفسية وداعية في آنٍ واحد.. كيف جاءت هذه المعادلة وهل أفادتك دراستك لعلم النفس في مسيرتك الدعوية؟

- بالتأكيد استفدت من دراستي لعلم النفس في المجال الدعوي، فمن المهم أن تستوعب شخصية الجمهور الذي تتحدث إليه، وتعرف المشكلات التي يعاني منها، والظروف التي يمر بها سلبية كانت أم إيجابية، كل هذا يعزز خطابك الدعوي إليه ويجعلك تصل إلى الهدف المنشود.. وبالنسبة لكيفية تحقيقي المعادلة بين دراستي لعلم النفس واتجاهي الدعوي، فقد التحقت بدراسة العلوم الشرعية في معهد إعداد الدعاة بمسجد النور لمدة عامين، وحفظت القرآن الكريم، وكان الأمر في بدايته بالنسبة لي هو الرغبة في فهم ديني، وهذا الأمر دفعني للاستزادة من خلال التواصل مع عديد من العلماء وتلقي العلم من خلال الندوات والدروس فضلا عن الكتب الشرعية.. ثم وجدت من واجبي أن أفيد الناس خاصة من بنات جنسي من العلم الذي امتن الله به علي.. وفي الوقت ذاته واصلت طريقي العلمي فحصلت على درجة الدكتوراه في علم النفس من إحدى الجامعات الأمريكية. واستفدت من هذا المزيج بين علم النفس وعلوم الشرع بأن قصَّر عليَّ نصف الطريق في الوصول إلى القلوب، وذلك لأنني علمت كيف أقرأ الحالة النفسية لمن هو أمامي ومن ثم أعرف مفاتيح شخصيته.

· تحتاج المرأة إلى عقلية تفهمها بشكل كبير وهذا قد لا يتأتى للرجل بقدر كبير.. فهل استفاد المجال الدعوي من الداعيات خاصة فيما يتصل ببنات جنسهن؟

- النوع ليس هو المُحدِّد للأمر، لكن يعتمد على طريقة توصيل المعلومة، لكن مما لا شك فيه أن الطبيعة العقلية والنفسية للمرأة تكون مشابهة لمثيلاتها، فعندما أسال شيخ عن شيء يتعلق بأمور النساء تكون المرأة هي الأكثر توصيلًا للصورة، والدعوة النسائية تغيّر في كيان أسرة عن طريق الزوجة والأم التي تؤثر في أفراد عدة، لأن المرأة نصف المجتمع وهي من تربي النصف الآخر، فبذلك أصبحت هي المجتمع كله، وبالتالي الحاجة إلى وجود داعيات مثل الحاجة إلى وجود طبيبات ومعلمات وأي نوع من أنواع العمل.

والعمل الدعوي تطوعي بالنسبة لي من الدرجة الأولى، فقد اشترط علي زوجي ألَّا يكون بمقابل، بل أن يكون الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى، وكلما كان الداعية متصلًا بالله سبحانه وتعالى، ثم علم خبايا النفس استطاع التأثير فيمن أمامه.

· كيف تعاملتِ مع المشكلات والانتقادات التي صادفتك؟

- نواجه مشكلات عدة مثل التضييق من جانب بعض الناس في المساجد، لكن حصلنا على مميزات بعد أن أصبحنا تحت مظلة وزارة الأوقاف في الآونة الأخيرة حيث أتواصل مع الإمام ويقدر دوري ويدعمني، كما نريد أن تصل الدعوة إلى جميع الناس، علاوة على اختيار التوقيت المناسب للدروس يسبب إشكالية لنا كداعيات فالموضوع به تضحيات.

· وهل تثق المرأة في علم وكفاءة المرأة الداعية أم أنهن يثقن في الرجال أكثر؟

- ما دامت المرأة اختارت داعية لحضور دروسها فهي قد وثقت بها، ونجد أن المنهجية هي من ميزت دروس الرجال عن النساء، لكن بالنسبة لي فالسيدات يعرفن أنني سأتحدث عن نقطة بعينها ومحضرة الدرس جيد جدًا، وأجد غالبية عظمى من الدروس تُرتجل وأنا كسيدة لا أريد أن أستمع إلى درس مرتجل ويجب أن تكون الواعظة محضرة الدرس، مثل الرجل الذي يُحضر دروسه ويستفيض لأنه تعوَّد على تحضير الخطبة وأن يكون لديه معلومة ودراسة.

· يتميز كثير من الدعاة بأسلوب خاص.. فهل حرصت على أن يكون لك أسلوب يميزك؟

- أرى أن القرآن الكريم هو أساس كل شيء وأنَّنا يمكن أن نُغير كل شيء من خلاله، وما نجح فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنَّه غيَّر قلوب الصحابة ومجتمع من قمة الكفر إلى الإيمان وحوَّل عمر بن الخطاب قبل الإسلام إلى شخص آخر بعد الإسلام، فأرى أننا إذا تعاملنا مع القرآن الكريم بمنهجية مختلفة عن أننا نخرِّج حفظة يرددون فقط، ويتعاملون مع كلام الله كأنه مجرد كلام، بينما يجب أن نتعامل معه كسلوك، وما يشغلني هو أن أربط القرآن الكريم، وأعتمد على "لا تحدثني عن الدين ولكن اجعلني أرى الدين في تصرفاتك"، وأريد أن يحضر جميع الناس الدروس حتى غير المسلم، ويجب ربط الدين بالحياة لأنه صالح لجميع الأوقات، ومن ثم تطبيقه على أرض الواقع، فأتحدث من القرآن عن السيرة والفقه والتربية والنفس وحلاوة التشريع ورحمة الله وحب الدنيا فما من شيء إلَّا في كتاب الله.

· وكيف ترين حالة الجهل الديني التي تعاني منها كثير من السيدات؟

- يجب أن نعمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة فيما يتعلق بالدين ونصف المرض بطريقة سليمة ونبدأ في تحليله وما حدث من خلط في الأمور والمفاهيم، ويجب توضيح كل شيء وما هو مناسب وغيره، فالصحابة لم يحتاجوا إلى تفسير القرآن الكريم لأن أحداثه نزلت على أحداثهم فنزل القرآن منجمًا لوصف الحدث وتبريره وتفسيره وتقنينه، لكن الآن لا يوجد وحي بين السماء والأرض، كما لدينا أيضًا غياب القدوة فالأسرة ليس بها قدوة والعمل والمجتمع نفسه اختلت به نظرية القدوة، ما يؤدي بنا إلى حالة من الجهل، ولدينا قيم اختلفت ويجب تبصير الناس وأن يكون لدينا سعة صدر غير عادية في التحدث مع الناس وتقبلهم، وهناك من من يحرم ويحلل ويحكم على الناس بطريقة غير صحيحة فيجب أن نطبق الدين دون أن نحكم على الآخرين أو نفرض الوصاية عليهم، فالإسلام انتشر بأخلاق المسلمين وليس بالسيف كما يظن البعض ويجب تشجيع الناس على العلم والتعلم وتثقيفهم والقائمين على أمور الدعوة.

· وما أهم الموضوعات التي تركزين عليها؟

- الموضوعات الأخلاقية والاجتماعية، وأسقط القرآن على المجتمع فأعلّم السيدة كيف تكون زوجة وأم جيدة وعضو عامل في المجتمع وذلك من خلال تفسير القرآن، فليس هناك ظاهرة أو مشكلة في المجتمع إلَّا ولها علاج من الكتاب والسنة.

· بعض الأمهات يجدن صعوبة في إقناع أولادهن وبناتهن بالمواظبة على الصلاة.. فبماذا تنصحينهن؟

- الصلاة من الأشياء التي يجب أن يعتاد عليها الناس منذ صغرهم وفي الوقت ذاته القدوة من جانب الآباء، فمن شاهد وأهله يصلون يصلي هو الآخر، ولكن هناك مرحلة عمرية سمجة تسمى المراهقة يحدث فيها اضطرابات قوية جدًا ونجد فيها تمرد في كل شيء، والمنبت الأصلي والنصيحة الجيدة والترغيب في العبادة دون الترهيب أو التحدث بطريقة غير جيدة، علاوة على أن تكون الأم قدوة لأبنائها يجعلهم يصلون.

ونجد أنَّ الإشكالية في الأخلاق رغم صلاة البعض وصيامهم، وأصبحنا نحكم على الدين من خلال الشكل فقط، بينما الحقيقة "إِنَّ اللَّه لا يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ ولا إِلَى صُوَرِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ" فكل مجتمع به الجيد والسيء.

· كيف تحصنين من تتوجهين لهن بدعوتك من الأفكار السلبية سواء كانت متطرفة أو متجاهلة أصلا لقيم الدين؟

- إذا أردنا أن نضع أفكار سليمة فيجب محو الأفكار الخاطئة أولًا فأعمل على توضيح الفكرة الصحيحة وفي البداية ألاحظ وجود مقاومة لكن إذا شرحت الموضوع وأساسه العلمي يحدث تغير للفكر مع الوقت، ونحن نأتي الموضوع من البداية السليمة وتوضيح مرجعيته من الكتاب والسنة.

 

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال