الخميس، 28 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

76 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

 mohamad yosrey0

حُبّ النفس ومعرفة بواطن الاختلاف يساعدان في استعادة الثقة والارتقاء بالذات

افتقاد الثقافة الدينية من أهم المخاطر التي تواجه الشباب

الكِبْرْ والسخرية من الآخرين منْ أهم الأمراض التي تُصيب القادة

القاهرة- إسلام أحمد:

تصوير رمضان إبراهيم:

أكد الدكتور محمد يسري المولِّدْ، رئيس مجلس إدارة المؤسسة البريطانية لخدمات التعليم والتنمية البشرية، أنَّ الاهتمام بالمورد البشري خاصة بين الشباب من أهم الأسباب التي تؤدي إلى نجاح المجتمع والدول، مشيرًا إلى أنّه يجب الالتفات إلى مقولة "اشتقنا إلى أخلاقنا" للارتقاء بذواتنا وبمن حولنا.

وشدد المولِّدْ خلال حواره مع "الوعي الشبابي" على ضرورة حثّ الشباب خاصة على المشاركة في العمل المجتمعي بصورة عامة، والتركيز أيضًا على الانتماء وتقبّل الآخر.. وإلى نص الحوار:

ترتبط التنمية البشرية بتطوير المهارات، فما مدى أهميتها في الارتقاء بالمجتمع؟

بداية، الاهتمام بالتنمية البشرية يعود إلى وقت الثورة الصناعية في فرنسا والالتفات إلى الارتقاء بالمورد البشري؛ حيث كان الاهتمام منصبًا قديمًا على الآلات والمعدات، والعنصر البشري لم يكن ذا أهمية حينها.

ونجد التنمية البشرية في المجتمعات التي تهتم بالأشخاص منذ طفولتهم حتى يتوفاهم الله؛ لأننا في مرحلة تعليم مستمر، لا سيّما لما لها من تأثير في العوامل النفسية؛ حتى يصبح الإنسان سويًا. إضافة إلى نتائجها على مستوى العوامل المجتمعية؛ حيث تحثه على المشاركة والمساهمة الإيجابية في مجتمعه، فهي مهمة جدًا للارتقاء بالشعوب والذات، فتجعل لدى الإنسان ثقة بالنفس وقيادة وفكرًا وتخطيطًا وفنًا لحل المشكلات، وفنون العمل الجماعي؛ مثل اليابانيين والصينيين، التي تُعد ضمن أهم أسباب نجاحهم.

مطوِّر الذات يسعى في البداية إلى تحليل شخصية الفرد، ونجد أنّ هناك أنواعًا للتعامل مع طبيعة الشخص؛ مثل علوم البرمجة والتنويم بالإيحاء والطاقة والمهارات الشخصية. فمثلًا الشخص العصبي يتم تعليمه كيفية العمل تحت ضغط، وكيف يصمم لنفسه إدارة أزمات نفسية وأن يفصل بين مشاكله الشخصية والعمل، والتحكم في أعصابه؛ وهنا يبدأ دور التنمية لتغيير صفاته الشخصية وتطوير أدائه الإنساني.

كيف يمكن إحياء الإيجابية على مستوى الفرد والمجتمع؟

الحديث عن إحياء الإيجابية يعود بنا إلى مقولة "اشتقنا لأخلاقنا"؛ فحتى يحدث ذلك يجب التركيز على إتقان العمل وفنون الحوار مع الآخرين وتقبّل الآخر كما هو، سواء كان في الأديان أو الجنس أو اللون، ومطوِّر الذات يُعلّم الشخص ثقافة الاختلاف وكيفية تطوير ذاته ومساعدة الآخرين، ولفت نظره إلى أنَّ العمل التطوعي مهم جدًا، إضافة إلى حثّه على المشاركة في العمل المجتمعي بصورة عامة والتركيز أيضًا على الانتماء؛ عن طريق تعليمه مزايا شخصيات وطنه وكيف نمّوا من أنفسهم قديمًا حتى ارتقوا لما هم عليه في الوقت الحالي، وذلك يجعل للشخص رابطًا بينه وبلده؛ فلدينا الشخصية المصرية والخليجية ودول المغرب العربي والآسيوية والإفريقية، فلكل شخص انتماؤه بعادات وتقاليد تُميزه عن الآخرين.

mohamad yosrey1

كيف تنظر إلى أهمية القدوة في حياتنا؟

القدوة مهمة جدًا في حياتنا، والإنسان لا يُمكن أن يعيش من دون شيئين: "القدوة" و"هدف في الحياة"، إضافة إلى أنَّ لكل إنسان له رسالة يسعى إلى تحقيقها؛ ومن يرد أنْ يُحقق هدفه يجب أنْ يكون لديه ما يُسمى "رمز نجاح"، وليس من الضرورة أنْ يكون قابل القياس على قدرات الشخص، فقد يتخذ قدوة ناجحًا اجتماعيًا ومهنيًا ودينيًا ولديه انتماء والناس يحبونه في مجتمعه، وهناك من يختار أن يكون رمز نجاحه لاعب كرة أو رجل أعمال أو داعية، ومن ليس له قدوة في حياته "كيف يشكل شخصيته؟"؛ فيجب أن يبحث عن من سبقه ووصل إلى الهدف الذي يريد الوصول إليه من الآخرين، حتى يكون هو قدوة لغيره في يوم من الأيام عندما يُحقق أهدافه.

mohamad yosrey2

ما هي معايير التغيير التي ينبغي أن ينطلق منها الفرد والمجتمع لتحقيق الأفضل؟

عند التحدث عن الشباب، أو أي عُمْر للشخص، "كيف يتغير؟ أو ماذا سيستفيد من ذلك التغيير؟"؛ أولًا يجب تحديد الأهداف في الحياة، فهناك هدف ثانوي قصير المدى، وآخر متوسط المدى يمتد عامين أو ثلاثة، وهناك طويل الأجل قد يتجاوز خمسة أعوام. وثانيًا يجب تحديد كيفية تحقيق ذلك الهدف؛ لا سيما أن يُحدد بوقت معين، وأنْ يكون على مستوى إمكانيات الفرد، وثالثًا لا بد على الشخص أنْ يُحلل شخصيته للوصول إلى التحديات التي تواجهه ونقاط القوة الداخلية لديه التي يعتمد عليها في حياته ونقاط الضعف التي يحتاج إلى تغييرها، وما هي الفرص الخارجية التي يمكن أنْ تساعده على ذلك.

كما أنَّ الدولة عليها دور هام جدًا في التغيير؛ من خلال نقل ثقافة شعب من وضع إلى آخر، من أجل الارتقاء به، والاهتمام بالأشخاص في السن الصغير وتعليمه ثقافة الاختلاف والتعاون والقيادة والتخطيط، والتدريب والتثقيف من خلال المحاضرات والندوات والمواد العلمية. ونلاحظ أنَّ وزارة التربية والتعليم وضعت مناهج لإدارة الوقت، وهناك مدارس تُعلم الأطفال الإرشاد الأسري وكيفية التحكم في الأعصاب.

يشتكي كثيرون من أن حياتهم أضحت مليئة بالتوتر والإحباط. ما السبب؟

كثير من حالات الاكتئاب نتجت عن عدم تعلم أشياء مهمة؛ مثل التخطيط في الحياة، ومثلًا المخاوف التي يعاني منها الكثيرون تكون مكتسبة ومرتبة على ما مرَّ به الشخص خلال حياته وعدم السعي وراء تغيير ذلك.

mohamad yosrey3

وكيف للإنسان أنْ يستعيد ذاته وثقته في قدراته؟

يجب أنْ يحب نفسه، ويعلم أنَّ الله خلقه في أحسن تقويم وأجمل صورة، وأنَّ الرحمن الرحيم سخَّر السماء والأرض لخدمة الإنسان؛ لكن هناك البعض لا يعرفون قيمتهم الحقيقية، وعليهم أن ينظروا في تكوينهم العقلي واختلافهم عن سائر المخلوقات والبشر ممن حولهم لمعرفة قيمة ذاتهم الحقيقية، وعليهم أنْ يحبوا أنفسهم بكل عيوبهم وشكلهم.

ما أبرز المخاطر التي تُهدِّدْ الشباب في الوقت الحالي؟

من أهم المخاطر افتقاد كثير من الشباب للثقافة الدينية، ولا بد من وجود الوعي الديني؛ للابتعاد عن الأشخاص الذين يتلاعبون بهم، فالعدو يعمد إلى الحرب بالأفكار؛ عن طريق تدمير الشباب وقتل العقيدة لديهم والعلاقة بالله سبحانه وتعالى، وهناك ما يسمى "أركان الاتزان"؛ أولها الركن الروحاني والعلاقة مع الله بالقلب ومساعدة الآخرين، بعيدًا عن الأنانية، خاصة أنَّ الإسلام دين السماحة والأخلاق.

وهناك ثقافة الاختلاف؛ فيجب فهم طبيعة الشخصيات وما يفضلونه ويجيدون التعامل فيه.. ومن المخاطر أيضًا عدم القدرة على شغل وقت الفراغ بما يفيد، إضافة إلى الركون إلى الكسل والتراخي والعيش بلا هدف، ومن ثم قد ينتهي بهم المطاف إلى ما هو أخطر من ذلك.

القيادة ليست هبة.. فما أهم مهارات القيادة التي يجب أن يتسم بها كلٌّ منا في عمله؟

القيادة نوعان: مورثة أو مكتسبة، ونجد أنَّ أمريكا كل عام تنظم 280 ألف دورة قيادة لمختلف الطبقات من أطفال وطلبة جامعة وموظفي الحكومة والشباب.

والرسول صلى الله عليه وسلم يقول في حديثه: "إِذَا كُنْتُمْ ثَلاثَةً فِي سَفَر فَأَمِّرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدَكُمْ"، والقائد هو إنسان ذو تأثير وفكر يقود مجموعة من الأفراد لتحقيق هدف إيجابي مشترك، وهناك فارق بين القائد والمدير؛ فالقائد يساعد المرؤوسين وينمي قدراتهم ويقوي الطاقة الإيجابية لديهم، عكس المدير الذي يعتمد على الأوامر والتنفيذ فقط، دون الاهتمام بالجانب النفسي لمن يعمل معه.

والقيادة أنواع؛ فهناك القائد الروتيني الذي يسير وفق الروتين فقط ويقتل دائمًا حماس الآخرين ويضيع مجهودهم ويتخذ وقتًا كبيرًا في تحقيق الهدف؛ غير القائد العادل الذي يهتم بالعلاقات الشخصية للموظفين ويرفع الروح المعنوية للعاملين ويحفزهم على الشغل ويساعدهم على الإنتاج؛ فهو قائد مهم جدًا ويسمى "القائد المتكامل"، ولا يشعر الموظفون معه بإرهاق العمل، ويتابع وينظم.

وهناك القائد الانسحابي الذي يستطيع أنْ يُحمس الموظفين ويجمعهم لكنه ينسحب وقت الشدائد، وكذلك هناك القائد الأوتوقراطي الذي يهتم بالإنتاجية بعيدًا عن العامل النفسي للموظف، ويؤدي نتائج جيدة لكن الموظفين يشعرون بالإرهاق بعد فترة من العمل معه.

mohamad yosrey4

وما أهم الأمراض التي تصيب القائد؟

الكِبْرْ؛ لأن المنصب له إحساس مختلف، فهناك من قد يشعر بالعظمة وعدم قبول النقد لأنه القائد، كما أنه لا يُعد آخرين ولا يؤهلهم ليكونوا قادة في المستقبل؛ لانَّه يخاف على منصبه من أنْ يحلّوا محله ويتم الاستغناء عنه، رغم أنَّه من المفترض أنَّ القائد الناجح يُحضِّر قادة من بعده.

و"السخرية" من الأمراض التي تصيب القائد أيضًا؛ لأنه يسخّر ممن حوله لإحساسه أنه على صواب دائمًا ولا يسعى إلى مشورة الآخرين رغم أنَّ الرسول محمدًا صلى الله عليه وسلم أوصانا بالشورى.

يعاني البعض من الانطوائية.. كيف يكون هؤلاء أشخاص اجتماعيين؟

الشخص الانطوائي أو الخجول يجب ألَّا نستعجله في شيء، ويجب إعطاؤه مهام سهلة يستطيع حلها، إضافة إلى أنَّه يجب أن نثني عليه أثناء الكلام.

كيف تنظر إلى حال التعليم العربي؟

التعليم متأخّر، لكن نستطيع أن نعوض ذلك، فمثلًا السودان لديهم كلية تنمية بشرية والإمارات لديها وزيرة السعادة.

ونستطيع أنْ نعالج حال التعليم السيئ رغم قلة الموارد؛ فلو أنَّ كل مدير مدرسة حثَّ المدرسين على منح الطلاب كورسات مجانًا في الأخلاق وتقبل الآخر، والارتقاء بالثقافة، والحديث عن إدارة الوقت؛ فذلك يؤدي بنا إلى الارتقاء بالعقول والمجتمع أجمع.

 

 

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال