الجمعة، 29 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

358 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

ebrahem abdelmageed 

"آداجيو" أفضل إبداعاتي و"طيور العنبر" الأقرب إليّ والكتابة متعتي الوحيدة

حزين على وضع القصة القصيرة الآن.. وكتابتها بالنسبة إليّ استراحة محارب

من بين كل 20 رواية جديدة تُكتب واحدة فقط جيدة

"المسافات" أجبرتني على ترك الحزب الشيوعي وجعلتني أركز في جنون الأدباء

أعيش حياة عصرية ولا أنكفئ على الماضي.. وأتواصل باستمرار مع جيل الشباب

القاهرة - آلاء عثمان:

"أنتمي إلى فوضى الأدباء وأتمرد على كل ما أعرفه كي أكون مستقلًا"، هكذا يصف الروائي المصري إبراهيم عبدالمجيد نفسه. كان موعدي معه في مقهى ريش بوسط العاصمة المصرية (القاهرة)، وحين وصلت وجدته يستقبلني مبتسمًا، وبدأ حوار من الثراء الثقافي والمعرفي امتد قرابة الساعة ونصف، وتمنيت أن يمتد لأكثر من ذلك لولا ارتباطه بمواعيد أخرى، فرغم أنه الروائي المصري الوحيد بعد نجيب محفوظ الذي تصنف إحدى رواياته ضمن أفضل مائة رواية عالمية ضمن قائمة "ميوزي"؛ إلا أنك تلمس في روحه تواضعًا وبساطة شديدين يجعلانك تشعر أنه شخص قريب منك جدًا، لذا كان من الضروري أن يكون لنا معه هذا الحوار بعد فوزه بجائزة الشيخ زايد عن كتابه "ما وراء الكتابة.. تجربتي مع الإبداع".

"ما وراء الكتابة.. تجربتي مع الإبداع"، هذا النوع من الكتابة قليل في الوطن العربي وربما لا يحظى بالرواج المناسب. فهل توقعت أن يحظى بهذا القدر الكبير من الحفاوة والتكريم وحصوله على جائزة الشيخ زايد؟

أنا من الكُتّاب الذين لا يتوقعون أي شيء، أعتبر مهمتي إنجاز الكتابة فقط، أما بعد ذلك فالكتاب ملك القراء، ينجح أو لا ينجح مسألة لا أتدخل فيها ولا أنتظرها، لأني إذا انتظرت ردود أفعال الناس على كتاب ما فلن أكتب ثانية. لكني أحصل على حقي أثناء كتابته؛ حيث أكون في حالة من السعادة الروحية.

استراحة محارب

ذكرتَ في الكتاب أنك تحب القصة القصيرة لأنها لا ترهقك. فمتى نقرأ لك مجموعة قصصية جديدة؟

كتبتُ قصة قصيرة مؤخرًا ونُشرت في جريدة الأهرام، وقبلها كتبت 4 قصص قصيرة لم ينشروا بعد، وحتى الآن ليس لدي عدد يمكن أن يُنشر في مجموعة قصصية مستقلة؛ لأني أكتب القصة القصيرة حين تطلبها روحي، فهي بالنسبة إليّ استراحة محارب، فأحيانًا وأنا أكتب الرواية تخطر على بالي فكرة ما لا تصلح لأن تكون رواية، فأكتبها دفعة واحدة، لأن القصة القصيرة عبارة عن مشهد واحد، وحالة واحدة، مكثفة ومركزة؛ لذلك ليست متعبة، لكن مع الأسف أنا حزين على فن القصة القصيرة بسبب اكتساح الرواية، فأصبح هناك عدد هائل من الروايات معظمها ليس جيدًا، وفي كل 20 رواية نجد واحدة فقط جيدة.

اختيرت روايتك "لا أحد ينام في الإسكندرية" ضمن أفضل مائة رواية في العالم.. فهل يمكن القول إنها أفضل ما كتبت؟

لا. أفضل ما كتبتُ هو آخر ما أكتبه. وحتى الآن أعتبر أن "آداجيو" هي أفضل ما كتبت إلى أن أكتب رواية أخرى تصير هي الأفضل، أما القراء فهم يحبون رواية "لا أحد ينام في الإسكندرية"، وهم أحرار في اختيارهم، ورغم هذا فأنا أحب "طيور العنبر" أكثر منها، وأعتبرها الأقرب إلى قلبي.

هل تتفق مع الرأي القائل بأن المبدع إذا شعر بأنه قدَّم أفضل ما لديه لن يكتب مرة أخرى؟

بالفعل أنا مع هذا الرأي، لذلك أعتبر متعتي الكتابة فقط، ولا أشغل بالي بغير ذلك، الكتابة عندي هي الحرية، وأنا أمارس حريتي بعيدًا عن النقد الأدبي، وتمردتُّ على كل ما أعرفه كي أكون مستقلًا وأحدد لنفسي مواصفات مختلفة عن غيري وأخرج عن كل التقاليد والتابوهات وأضع بصمتي الخاصة في الشكل الأدبي.

نتيجة بحث الصور عن إبراهيم عبدالمجيد

جنون الأدباء

وهل بصمتك هذه تتمثل في قدرتك على إيجاد الشعارات السياسية على خلفية رواياتك رغم بُعدها الظاهري عن السياسية؟

بعد أن تفتح وعيي على هزيمة 1967م أدركت أن الحياة ليست جميلة كما تخبرنا السلطة دومًا، ولذلك انضممت إلى تيارات فكرية مختلفة واستفدت منها في التعرف على كثير من الكتاب والمفكرين الكبار أمثال فريدة النقاش ومحمود العالم وعبدالعظيم أنيس، كذلك كان لها سلبياتها مثل أنها تثقل على فكرة الأدب الموجَّه، وتصبح الرواية زاعقة، واكتشفت أن الأدب أعمق من الكلام المباشر، ويجب أن أتخلص من السياسة في كتاباتي، وبالفعل نجحت في ذلك عندما كتبت رواية "المسافات"، التي كان ثمنها أني ابتعدت عن العمل السياسي المنظم لأركز في جنون الأدباء، لأني وجدت أن الفن أفضل وأبقى، وفضلت أن تحمل رواياتي الشعارات السياسية دون تصريح مباشر، وأعتقد أن هذا يحسب لي.

تتحدث عن جنون الأدباء وترفض تنظيم الساسة.. فهل تعتبر نفسك فوضويًا؟

الأديب فوضوي بطبعه، هناك بعض الأدباء لديهم قدرة على التركيز في السياسة والأدب معًا، لكني لست كذلك؛ لذلك قررت الابتعاد، وهناك أدباء يجيدون كتابة الأدب والعمل السياسي المنظم جنبًا إلى جنب، لكن ليست لدي هذه القدرة.

نتيجة بحث الصور عن إبراهيم عبدالمجيد

نعرف أن الأماكن هي التي تستفزك في الغالب لتكتب عنها، بينما في رواية "آداجيو" استفزك لحن. كيف حدث ذلك؟

منذ عام 1969م وحتى الآن أستمع كل ليلة إلى البرنامج الموسيقي على "الراديو"، ودائمًا تذاع الموسيقى الكلاسيكية أولًا ثم الموسيقى الخفيفة ثم التصويرية؛ ما يجعل روحي محلقة في فضاء غرفتي، لكن وسط هذه الموسيقى المبهجة يذاع دائمًا لحن حزين، عرفت فيما بعد أن اسمه "آداجيو"، ومعناه بالإيطالي لحن بطيء حزين.

وتتداخل ذكرياتي المؤلمة مع اللحن فأتذكر زوجتي التي توفيت متأثرة بمرض السرطان ومررت معها بتجربة قاسية، فاستفزني اللحن وأخذت من تجربة زوجتي فكتبت رواية "آداجيو" عن امرأة مصابة بالسرطان، وجعلت من اللحن خلفية حزينة للرواية، وفيها أخرجت كل معلوماتي عن الموسيقى وأظهرتها في أسلوب الكتابة، فأصبحت أكتب بلغة الموسيقى، فإذا كانت بطيئة أكتب ببطء، وإذا كانت سريعة أكتب بإيقاع سريع، وإذا كانت مبهجة تصبح لغتي مبهجة والجمل قصيرة، وهكذا، وكل هذا أخذ مني مجهودًا كبيرًا لتخرج الرواية بمثل هذا الشكل الفني، والحمد لله فقد نالت إعجاب القراء.

نتيجة بحث الصور عن إبراهيم عبدالمجيد

متواصل مع الشباب

صرحتَ سابقًا أنك كتبت رواية "هنا القاهرة" من أجل أصدقائك.. فمن هم؟ ولماذا تأخرت في كتابتها؟

الرواية تتطرق إلى جزء كبير من حياتي عندما كنتُ شابًا، وقد جمعت أكثر من شخص من أصدقائي في شخصية واحدة في الرواية، من بينهم مخرجون وفنانون وأدباء، أحدهم المخرج سامي صلاح، وكانوا دائمًا يطلبون أن أكتب عنهم رواية، لكني لم أفعل حتى مات أكثر من كنت أحبه من بينهم قبل شهور قليلة من ثورة يناير، فقررت أن أكتب الرواية وتمنيت لو أنه كان موجودًا ليقرأها.

تعتبر أكثر أدباء جيلك استمرارًا وقراءة من قبل الشباب.. فكيف تفسر ذلك؟

لأني متواصل مع الشباب على الإنترنت وأناقش أفكارهم وأتابع إنجازهم الأدبي بقدر الإمكان، وأعتبر نفسي أعيش حياة عصرية ولست منكفئًا على الماضي، فأنا تقريبًا الكاتب الوحيد من جيلي الذي نشر رواية إلكترونية على الإنترنت بعنوان "في كل أسبوع يوم جمعة".

إذًا.. أنت من الأدباء الراضين عن أعمالهم وعما قدموه؟

نعم أنا راضٍ جدًا؛ لأني في المقام الأول أحصل على متعتي كاملة من العمل الذي أكتبه، وكل مرحلة عمرية أمر بها أشعر بمزيد من النضج في كتاباتي.

أخيرًا.. إلى أين تريد أن تصل؟

لا أفكر في المستقبل. متعتي الوحيدة هي الكتابة؛ فيما عدا ذلك فهو باطل.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال