الجمعة، 29 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

581 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

mohamad dawwd

الحج رياضة مرتبطة بالحسِّ والوجدان وحَمْلُ النفس على التجرُّد

شرط وحيد لتقديم الشاب الزواج على الحج

المناسك طاعة لا تحتاج إلى تبرير أو تفسير

خروج النساء لصلاة العيدين سنة مؤكدة ولها شروط

لا تفسد الأمم إلا حين يفسد أجيالها الناشئة

القاهرة - عبدالله شريف:

تمر على المسلمين الآن ساعات من "أفضل أيام الدنيا"، كما وصفها نبينا محمد ، تحمل من معاني الفرحة الكثير، واستحب فيها التكبير والتهليل؛ بل إن العمل فيها أفضل من الجهاد في سبيل الله.

وتتجه أنظار أغلب شباب المسلمين الذين حُرموا من "نعمة الوصول" إلى مشاهد الحج العظيمة سائلين الله أن يبلغهم مرادهم.

"الشباب تحيط بهم الهموم وتغلبهم مشقات عدة تحرمهم من السفر لأداء هذه الفريضة، إلا من رحم الله"، هذا ما أكد عليه المفكر الإسلامي الدكتور محمد محمد داوود رئيس قسم الدراسات الإسلامية والعربية بكلية التربية في  لـ "الوعي الشبابي"؛ حيث تحدث عن أبرز مظاهر الحج وعيد الأضحى وضوابط الاحتفال به.

وأضاف أن مفاهيم مغلوطة انتشرت في عقول الشباب تحاول النَّيل من هذه الشريعة الإسلامية السمحة، متمنيًا أن يُوفَّق العلماء لنشر الوعي والفهم الصحيح للدين الإسلامي بين شباب الأمة الإسلامية.

هل يحج الشاب أم يتزوج؟

ذهب الفقهاء إلى أن الشاب إذا احتاج إلى الزواج وخاف على نفسه العنت فإنه يُقدِّم الزواج؛ لأنه واجب عليه ولا غنى له عنه، فهو كنفقته، وإن لم يَخَفْ قدَّم الحج؛ لأن النكاح تطوع؛ فلا يُقدَّم على الحج الواجب، لقوله تعالى: "وَلله عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا" [آل عمران: 97].

للحج فلسفة إلهية عظيمة تؤثر في الفرد والمجتمع. في نظرك، ما الحكمة من هذه الفريضة؟

الحج من أعظم فرائض الله عز وجل عبادةً، وهو رسالة من الخالق عز وجل لتطهير المسلمين وتزكيتهم وتجديد روحانيتهم، ولا بد من فهم هذه الرسالة فهمًا يليق بمكانتها ومنزلتها العالية في الإسلام.

والحقيقة أنَّ السعيَ وراء معرفة فلسفة تشريع الحج أو غيره من التشريعات الإلهية عمل حسن؛ إلا أنه لو لم نتمكن من معرفة حِكمة التشريع فذلك لا يؤثر على طاعتنا؛ لأننا متعبدون بما أُنزل إلينا سواء علمنا الحكمة منه أم لم نعلمها، ولقد فُرض الحج لعدة حِكَم؛ منها:

1. التجرد من زينة الحياة والإقبال على طاعة الرحمن: فقد شرع الله الحجَّ ليكون رحلة خالصة لوجهه وفي سبيله، تتوافر فيها رياضة الحسِّ والوجدان، وحَمْلُ النفس على التجرُّد من زينة الحياة، والإقبال بها على طاعة الرحمن.

2. تحقيق عدة أهداف ومصالح: لو أردنا إلقاء الضوء على المنافع المتصورة للحج لوجدناها كثيرة ومتنوعة لا تكاد تجتمع في غيرها من العبادات، وهذه المنافع بعضها تعبدية وبعضها تربوية، وأخرى اقتصادية واجتماعية.

3. الترفع عن الأحقاد: كما شرع الله الحج ليُعَلِّمَ عبادَه كيف يترفَّعون عن الأحقاد والضغائن، ويتناسَون الشحناء والبغضاء ويزهقون رُوح الخصومة والمعاداة؛ فموسم الحج فرصة للإخاء والصفاء والتنزه عن الخلاف، قال تعالى: "الحَجُّ أَشْهُرٌ مَعلوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلَا رَفَثَ ولاَ فُسوقَ ولاَ جِدالَ فِي الحَجِّ" [البقرة: 197].

4.  تُعلي من شأن مقومات الشخصية الاجتماعية: إنَّ الحجَّ فريضة تُوجِد في الإنسان إذا أدّاها بصدق وإخلاص كثيرًا من مقومات الشخصية الاجتماعية المنشودة للمجتمع الحي الدؤوب؛ فهي تأخذه أولًا بالتوبة، والتطهر من الآثام والمظالم، وتعلمه الرحلة في سبيل العقيدة.

عرض -85872947923920411706M0A6435.JPG

للوهلة الأولى في بيت الله الحرام أثر غير زائل. صف لنا رحلتك إلى المشاعر المقدسة وأثرها في نفسك؟

ذهبتُ إلى الحجِّ بفضل الله، وأهمَّ ما يتذكره الحاجُّ بعد عودته من رحلته –لاسيما إن كان يحجُّ لعامه الأول- تلك المهابة والعظمة والإجلال التي رآها تُزين هذه الكعبة المشرفة. إنه يتذكر يوم الحشر حينما يرى الناس أفواجًا من كل مكان مع اختلاف ألوانهم وأجناسهم وأشكالهم قد أتوا جميعًا ليعلنوا راية التوحيد، وليقولوا في صوت واحد: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك". يتذكر عند رمي الجمرات عداوة إبليس، تلك العداوة التي بدأت بإخراجه لأبينا آدم من الجنة. يتذكر بناء الكعبة عندما يرى مقام إبراهيم، يتذكر أمورًا كثيرة كلها عظيمة وجليلة؛ فيحمد الله سبحانه على أن اختاره فوهبه هذه النعمة العظيمة بأداء الفريضة الجليلة، فكان ممن لبى دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام حينما أذن في الناس بالحج، فيرجع من حجِّه وقد امتلأ قلبه بنور الإيمان والتوحيد وخلص من شوائب الشرك وظلمات المعاصي.

"الحج ليس رحلة بلا هدف". كيف للشاب أن يفهم المغزى منها؟

يجب أن يفهم الحاج أنه وفِّق إلى عمل عظيم ونعمة جليلة حُرم منها كثيرون غيره، ومن هنا يستشعر الحاج عِظَمَ هذه النعمة فيحرص على إتقانها وتحقيق ثمرتها:

1. يجب أن يُفهم الحجُّ على أنه تدريب على الاستسلام المطلق لأحكام الله عز وجل ودوام على طاعته؛ فتتعدد مناسك الحج وشرائعه دون تفسير لها أو تبرير سوى أنها طاعة لله ورسوله.

2. يجب أن يُفهم الحجُّ على أنه مصدر وحدة للمسلمين على مختلف أجناسهم ومركز انطلاق لقوة المسلمين واجتماعهم، فهذا الاجتماع في البيت الحرام نقطة متجددة وفرصة سانحة للمسلمين ليوحدوا صفوفهم ويلتمسوا الطريق الصحيح والسليم.

3. يجب أن يُفهم الحجُّ على أنه فرصة سانحة لزيادة التعارف بين المسلمين وانتقال التجارب والمعارف بالاجتماع في الحج، وكذلك فرصة لتطبيق الشعائر الدينية في الحياة بعامة؛ فيتعلم المسلم من الحج سلوك المداومة على السعي في الحياة وتلبية مطالب الله عز وجل منه.

 يدخل العيد ويبدأ النحر وتحتفل الأمة. حدثنا عن أهم هذه المشاهد؟

بداية، الراجح من أقوال أهل العلم أن وقت ذبح الأضحية يبدأ من بعد صلاة العيد يوم النحر إلى غروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق، وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة؛ لما رواه أحمد والدار قطني عن النبي أنه قال: "كل أيام التشريق ذبح، فتكون أيام الذبح أربعة: يوم العيد بعد الصلاة، وثلاثة أيام بعده (أيام التشريق)؛ فمن ذبح قبل الصلاة أو بعد غروب الشمس يوم الثالث عشر لم تصح أضحيته.

وإذا ذبحت الأضحية قبل صلاة العيد تحسب ذبيحة لحم وليست أضحية؛ لقول النبي: "من ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله وليس من النسك في شيء"، ولقول النبي: "من ذبح قبل الصلاة فليذبح شاة مكانها، ومن لم يكن ذبح فليذبح على اسم الله" والله أعلم.

ويُحدَّد وقت الذبح بالنسبة إلى المناطق البعيدة أو التي لا تقام فيها صلاة العيد بطلوع الشمس وارتفاعها قدر رمح؛ حيث كان النبي يُصلي العيد عقب طلوع الشمس.

وما آداب العيد التي ينبغي مراعاتها؟

للعيد في الإسلام آداب وسنن قبل الخروج إلى المصلى وبعده، فمن السنن التي يفعلها المسلم يوم العيد الاغتسال قبل الخروج إلى الصلاة والأكل قبل الخروج في الفطر وبعد الصلاة في الأضحى والتكبير، ومن آداب العيد التهنئة الطيبة التي يتبادلها الناس التجمل الذهاب إلى الصلاة من طريق والعودة من آخر.

أما النساء فيبتعدن عن الزينة إذا خرجن لأنهن منهيات عن إظهار الزينة للرجال الأجانب، وكذلك يحرم على من أرادت الخروج أن تمس الطيب أو تتعرض للرجال بالفتنة؛ فإنها ما خرجت إلا لعبادة وطاعة.

صلاة العيد ليست واجبة على المرأة، لكنها سنة في حقها، وتصليها في المصلى مع المسلمين؛ لأن النبي أمرهن بذلك. ففي الصحيحين وغيرهما عن أم عطية رضي الله عنها قالت: «أُمِرنَا، وفي رواية أمَرَنا -تعني النبي- أن نُخْرِجَ في العيدين العواتق وذوات الخدور، وأمر الحيض أن يعتزلن مصلى المسلمين"-رواه الشيخان، فأما الحُيَّض فيعتزلن المصلى ويشهدن دعوة المسلمين، قالت إحداهن: يا رسول الله، إن لم يكن لها جلباب، قال: «فلتعرها أختها من جلابيبها» متفق عليه، وفي رواية النسائي: قالت حفصة بنت سيرين: «كانت أم عطية لا تذكر رسول الله  إلا قالت: بأبي، فقلت: أسمعت رسول الله  يذكر كذا وكذا؟ قالت: نعم بأبي، قال: لتخرج العواتق وذوات الخدور والحيض فيشهدن العيد، ودعوة المسلمين، وليعتزل الحيض المصلى» رواه البخاري.

وبناءً على ما سبق، يتضح أن خروج النساء إلى صلاة العيدين سنة مؤكدة؛ لكن بشرط أن يخرجن متسترات لا متبرجات، كما يعلم ذلك من الأدلة الأخرى.

كيف يكون العيد فرصةً لِتَمَاسك الأسرة؟

إن الأسرة هي الركيزة الأساسية لقوة المجتمع واستقراره وتماسكه، ويعتبر العيد فرصة مثالية لتجديد أواصر المحبة وتحقيق التواصل المثمر والفعال بين الأقارب والأهل والأزواج، وتبديد الأحزان بالفرحة والسعادة وطمس معالم سوء الفهم والخلافات بين الجميع؛ من خلال الزيارة وتقديم التهاني والهدايا والعيديات، وتنشيط العلاقات العائلية لإضفاء جوٍّ من السرور والسعادة والحب والمودة والرحمة.

عرض -858728888891467433622.jpg

كيف كان هَدي الرسول مع الأطفال في العيد؟

مرحلة الطفولة والنشء من المراحل التي لها في الإسلام عناية خاصة؛ فلا تفسد الأمم إلا حين تفسد أجيالها الناشئة؛ لذلك دأب الصالحون على تنشئة أبنائهم على الخير وتعليمهم وتربيتهم تربية صحيحة، والقدوة في ذلك لنبي الرحمة محمد ؛ فكان مسلكه مع الأطفال التربية والتعليم بالرفق واللين والتوجيه الحميد، ومسح رأس الطفل وتقبيله، والدعاء له بالبركة؛ حتى قال أنس بن مالك رضي الله عنه: "ما رأيت أحدًا كان أرحم بالعيال من رسول الله".

فكان هذا هديه العام مع الأطفال في جميع الأوقات، وأما في العيد فكان يدخل السرور على الأطفال ويوسع عليهم في المباحات، ومن ذلك حديث غناء الجاريتين في العيد، فعندما زجرهما الصديق أبو بكر رضي الله عنه عن الغناء في وجود النبي قال له: «دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ»- رواه البخاري.

ولقد كانَ على عظيم قدره وعلو منزلته هو الذي يبدأ بالسلام على الأطفال؛ حبًّا لهم ورِفقًا بهم وتلطفًا معهم؛ لإشعارهم بمكانتهم وإعطائهم الثقة بأنفسهم، وقد مدحهم وأثنى عليهم، كما فعل مع ابن عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُما.

وقد كان لا يكثر عتابهم، ويعذرهم ويرفق بهم؛ كما فعل مع أنس بن مالك رَضِيَ الله عَنْهُ، وكان لا يأنف من الأكل معهم، ومع ذلك لو رأى منهم مخالفة للأدب فكان ينصحهم ويأمرهم بما يصلحهم؛ فقد نصح عمرو بن أبي سلمة بآداب الطعام بلين ورفق ورحمة لمّا رأى منه مخالفة الأدب.

نصائح للأزواج (الأسرة المسلمة) في العيد؟

على الزوجين أن يستقبلا العيد بشكر الله تعالى على فضله ونعمه، قال تعالى: "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ" [يونس: 58]، والاقتداء بسنته في التكبير والتحميد وأداء صلاة العيد ودعاء الله تعالى بقبول الأعمال وأن يجمعهما معًا في جنة الخلد بواسع فضله ورحمته.

ثم عليهما التخلي عن صغائر الأمور، وعن كل ما يُنغص عليهما فرحة العيد؛ بأن يتغافلا عن التفكير في المشكلات والصعوبات وأن يشغلا أنفسهما بالتفكير في طرق السعادة وإدخال الفرحة والسرور على البيت وعلى الأولاد، من خلال زيارة الأقارب وتقديم التهاني والهدايا والتبريكات والعيديات، وتحقيق التواصل مع الأصدقاء والجيران وتنظيم رحلات ممتعة والعمل على ملء أوقات العيد بكل ألوان الفرحة والسعادة والسرور.

 بعض الشباب يربطون فرحة العيد بالمعاصي.. ما أهم مظاهرها وأسبابها؟

إن مما يُنبَّه عليه مع إقبال العيد وبهجته بعض الأمور التي يفعلها بعض الناس جهلًا بشريعة الله وسنة رسول الله، ومن ذلك

1- اعتقاد البعض بمشروعية إحياء ليلة العيد.

2- زيارة المقابر في يومي العيدين. وهذا مع مناقضته لمقصود العيد وشعاره من البِشْر والفرح والسرور.

3- تضييع الجماعة والنوم عن الصلوات.

4- اختلاط النساء بالرجال في المصلى والشوارع وغيرها.

5- خروج بعض النساء متعطراتٍ متجملاتٍ سافراتٍ.

6- الاستماع إلى الغناء المحرم.

هل حُسِمَ الجدل حول زيارة المقابر في يوم العيد؟

لا نعلم أنه ورد نهي عن زيارة القبور في العيد، ومن الأفضل عدم الزيارة؛ لكون أيام العيد أيام فرح وسرور، فزيارة القبور مشروعة في كل وقت؛ للاتعاظ وأخذ العبرة والدعاء للأموات، وتخصيصها بزمن معين يوهم لدى بعض الناس أن الزيارة في هذا الزمن سنة مشروعة فيعتقدوا مشروعية ما لم يرد به الشرع.

ـــــــــــــ

إضاءة

الدكتور مُحمَّد مُحمَّد إمام داوود، مفكر إسلامي، حاصل على درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف من كلية دار العلوم جامعة القاهرة. وهو أستاذ علم اللغة بكلية الآداب جامعة قناة السويس وأستاذ الدراسات اللغوية والإسلامية بكلية التربية جامعة قناة السويس.

من أهم مؤلفاته "القرآن الكريم وتفاعل المعاني، معجم الفروق الدلالية بين كلمات القرآن، كمال اللغة القرآنية بين حقائق الإعجاز وأوهام الخصوم, كلمات القرآن عبر الزمن (لماذا كتب لها الخلود ؟)، الإعجاز البياني في القرآن الكريم في ضوء علم اللغة الحديث، الدلالة والحركة في العربية المعاصرة، الدلالة والكلام في العربية المعاصرة، العربية وعلم اللغة الحديث.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال