الجمعة، 29 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

200 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

200001200010

القاهرة - ريهام عاطف:

 الخوف ظاهرة طبيعية عند كل طفل، إلا أن هناك مخاوف قد تصل إلى حالة من الرهبة والفزع المرضي، ولعل خوف الأطفال من النوم بمفردهم مسألة تزعج الآباء والأمهات وتثير قلقهم، ليمثل وقت النوم بالنسبة للطفل وقت الرعب والخوف،

خاصة أن بعض الأسر تخصص موعدا محددا لنوم الطفل مهما كانت الظروف، حتى وإن كان منهمكا في اللعب، فبمجرد أن يأتي الوقت يجبر على ترك كل شيء بيده ويدخل لينام، وهو ما يزيد من اضطراباته الداخلية، ويزيد من حجم المشكلة،

فتصبح مسألة تعويده على النوم بمفرده مشكلة في حد ذاتها تحتاج من الأم إلى المزيد من الصبر والهدوء.

وهناك بعض الأمهات ممن لا يقدرن على مواجهة دموع أطفالهن في هذا الموقف، لاسيما إذا كان الطفل الأول للأسرة، واعتاد منذ صغره ألا يغادر سرير والديه، فيزداد إحساسه بالوحشة والغربة حينما ينتقل إلى مكان جديد لم يعهده، ما يزيد من

حيرة الآباء والأمهات في تحديد السن المناسب لتعويد الطفل على النوم وحيدا، والانتقال إلى غرفة مستقلة، دون أن يترك بداخله الآثار النفسية السيئة.

عامليه بعقلانية

وفي هذا الصدد، نصحت العديد من الدراسات الأمهات بضرورة فصل الرضيع عنها أثناء النوم، حتى يعتاد على ذلك، لكن على العكس أشارت دراسة بريطانية إلى ضرورة نوم الرضيع قريبا من صدر أمه؛ للتمتع بنوم أفضل مما لو نام بمفرده.

ونصحت الدراسة التي قام بها طبيب الأطفال «د.نيل بيرجمان»، أن ينام الطفل مع أمه حتى يبلغ الثالثة من العمر؛ لحماية قلبه الذي يجهد بصورة أكبر إذا ما نام بمفرده، مؤكدا على أن ترك الرضيع ينام بمفرده، يعرضه لمشاكل سلوكية في

المستقبل، وقد يتسبب في تأخر تطوير الدماغ.

جاءت هذه الدراسة نتيجة مخاوف من زيادة عدد وفيات الرضع في المهد، والتي عرفت بـ«متلازمة موت الرضع المفاجئ»، لحث الأمهات على عدم ترك أطفالهن ينامون في غرف مستقلة بعيدا عنهن.

وأكدت الدراسة أنه لكي يتمتع الطفل بنوم هادئ ليلا، لابد للأم من اتباع بعض النصائح منها:

1- ضعي روتينا يوميا للنوم، وذلك بإعطائه حماما دافئا، أو قص حكاية له، كما يساعد الالتزام بمواعيد معينة لنوم القيلولة والنوم ليلا على ضبط الساعة البيولوجية للطفل بالتعود على هذه الأوقات فيستغرق في النوم سريعا.

2- ساعدي الطفل على النوم بسرعة، وذلك بتجنب الأصوات المرتفعة عند نومه.

3- لا يحتاج الطفل إلى حجرة دافئة للنوم بها، كما أنه لا يوجد حرارة معينة تصلح للأطفال، لكن إذا وجدت أطرافه باردة فعليك تدفئته، ولا ينصح بتغطية الطفل بأغطية كثيرة، فقد تتسبب في إحداث بعض المخاطر.

4- ابقي بالقرب منه، كما يمكنك وضع سرير صغير لطفلك بعجلات في أي مكان في غرفتك، وعليك الاحتفاظ بسلة الحفاظات والملابس النظيفة لتغيير ملابسه.

وذكرت إخصائية الرعاية الأسرية «جوان نيجيتو»، أن تعامل الأبوين مع رفض الطفل للنوم بمفرده ينبغي أن يختلف حسب كل حالة، فإذا كان معتادا على النوم وحده، ثم طلب فجأة من أحد أبويه أو كليهما النوم معه، فعليهما إعادة النظر فيما

يسمحان للطفل بمشاهدته على شاشة التلفزيون أو ألعاب الفيديو، والذي قد يتسبب في عدم شعوره بالأمان، من خلال رؤيته لكوابيس تخيفه أو بسبب تخيله أشياء مرعبة، موضحة أن ما يتراءى لبعض الأطفال من صور مخيفة في الأحلام من

ديناصورات أو مخلوقات فضائية يبدو لهم حقيقيا، لأنهم يكونون في طور تعلم التمييز بين الحقيقة والخيال.

وأشارت إلى أن الطفل في هذه الحالة يكون في حاجة إلى حب الأبوين واحتوائهما، حتى يسترجع إحساسه بالأمان، ويتعود مجددا النوم بمفرده، ونصحت الآباء بتوجيه الطفل إلى مشاهدة الأفلام الكارتونية الهادفة، والتي تسهم في بناء شخصيته،

وتشعره بالقوة والأمان، لا الخوف وعدم الاتزان، كما نصحت كل أم بالتعامل بقدر من العقلانية والصراحة مع الطفل، فتعطيه الحلول التي تساعده على التخلص من شعوره بعدم الأمان، فلو كان يتخيل وحوشا في غرفته أو أشياء تخيفه، يمكنها أن

تعطيه جهاز إضاءة محمولا، يوجهه إلى المكان الذي يعتقده مصدر ظهور ما يخيفه، حتى يتأكد من أن ذلك مجرد تخيلات، وأن تمكث بجانبه حتى يخلد إلى النوم، ويجب عليها أولا أن تعرف سبب شكواه من النوم بمفرده، وتثقيفه بالمعلومات الخاصة

بالنوم، كأن تشرح له أن بعض الناس ينامون بسرعة، ويحتاج آخرون إلى نصف ساعة أو أكثر لحين الخلود للنوم، وأنه من الطبيعي أن يستيقظ المرء في الليل من 3 مرات إلى 5 مرات كل ليلة، وأن ما عليه عند الاستيقاظ ليلا، معاودة إغلاقأجفانه لإكمال نومه.

وحثت «نيجيتو» كل أبوين على تعويد أطفالهم الصغار على النوم باكرا كل مساء، وإلهائهم في النهار عن النوم، حتى لا تضطرب ساعة نومهم البيولوجية ويختل برنامجهم الروتيني، فالطفل يحتاج إلى قسط وافر من الراحة، ويمكن اللجوءلبعض الحيل لتعويده على النوم وحده ليلا ومن بينها:

1- منح الطفل وقتا كافيا لممارسة أنشطة هادئة تسبق النوم، وتجنيبه مشاهدة الأفلام المخيفة أو العنيفة التي لا تتناسب مع سنه، إضافة إلى تجنب الإكثار من الزيارات الليلية حتى لا يحرم من النوم باكرا كما اعتاد.

2- وضع برنامج روتيني ثابت، وتعويد الطفل على الالتزام به، فما أن يسمع دقات عقارب الساعة على الثامنة مساء مثلا، حتى يهرول إلى الحمام لغسل أسنانه بالفرشاة والاستحمام وارتداء لباس النوم، ثم لعب لعبة فيديو هادئة أو الاستماع إلى

القرآن الكريم قبل النوم، أو قراءة حكاية ما قبل النوم، ثم تقبيل أبويه قبل إطفاء أنوار الغرفة والخلود إلى النوم.

3- تغيير ديكور وتصميم غرفة نوم الطفل ودرجات إضاءتها من فترة إلى أخرى، ومحاولة أن تكون ألوانها هادئة حتى تساعده على الاسترخاء والنوم.

اعرفي سبب مخاوفه

إلى ذلك، يوضح أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر د.هاشم بحري، أن خوف الطفل من النوم بمفرده، يرجع إلى أسباب يجب أن تعرفها الأم جيدا، لتعيد إليه الأمان النفسي الداخلي، فقد يكون ارتباطه الزائد بأمه، واعتياده على النوم بجانبها منذ

صغره، سببا فيما يشعر به من خوف حينما يطلب منه النوم بمفرده، ما يصيبه بالفزع وربما الصراخ أو البكاء ليستميل قلبها، وحتى تشعر أنه بحاجة إليها فتعود مجددا لتنام بجانبه، أو قد يكون اعتياده على مشاهدة أفلام العنف والرعب، أو وجود

شيء يخيفه من المدرسة أو أصدقائه سببا في إثارة خوفه، والذي غالبا ما يتجسد له عند بداية الدخول في مرحلة النوم.

وينصح «بحري» الأم أن تحاول أن تتقرب إلى طفلها وتشعره بالأمان النفسي والحنان طوال اليوم، وأن تتعرف على سبب مخاوفه التي تمنعه من النوم بمفرده، ولا مانع من أن تعود في الفترة الأولى إلى النوم بجانبه مرة أخرى؛ لتحكي له

قصصا مسلية وطريفة تطمئنه وتزيل مخاوفه، كما يمكنها أن تخصص له كشافا صغيرا ذا ضوء خافت في غرفته أو بجانب سريره؛ ليضيئه وقت النوم ليشعر بالأمان.

أشعريه بالأمان

أما أخصائية العلاج النفسي د.هبة الخازندار، فترى أن شعور الطفل بالخوف المرضي من النوم بمفرده يعود في الأساس إلى عدم إحساسه بالأمان، فقد تكون الأم منشغلة عنه طيلة النهار، أو أن والديه يتركانه فترات طويلة مع أشخاص غرباء، أو

يضربانه حينما يرتكب خطأ، فكل هذه الأمور تسهم في زرع الإحساس بالخوف وعدم الأمان بداخله، ما يجعله ينتظر بفارغ الصبر وقت النوم؛ لأنه في نظره الوقت الوحيد الذي يشعر فيه بالدفء والأمان في حضن أمه، لذلك من الطبيعي أن يقابل

فكرة النوم منفردا بمزيد من الخوف والفزع، بل أحيانا البكاء الهستيري.

وتضيف أن الأم يقع عليها العبء الأكبر في إزالة مخاوف طفلها، لذلك عليها أن تعوده منذ صغره أن يعتمد على نفسه، كأن تشجعه على خلع ملابسه بمفرده، وإعداد حقيبته المدرسية وحده، فهذه الأمور تسهم في زرع قيمة الاعتماد على النفس

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال