الجمعة، 29 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

313 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

78uiy9867uy987

القاهرة - الوعي الشبابي:

تعتبر أفلام ديزني لدى كثيرين مثالًا للبراءة والنقاء، إلا أن ذلك لا يبدو صحيحًا مع مثل تلك الأمور والرسائل التي تحملها أفلامها، والتي من شانها إفساد جيل الأبناء:-

  • 1- أخطاء تاريخية

من أكثر النقاط وضوحًا في الانتقاد الموجه إلى ديزني هي تلك المغالطات التاريخية في بعض أفلامها التي تعتمد على أحداث تاريخية، 

  • 2- النحافة الشديدة وارتباطها بالجمال

لعل أحد الصور شديدة الملاحظة في جميع أميرات ديزني كونهن نحيفات للغاية، بالتأكيد يرجع ذلك لمعايير الجمال منذ بداية ديزني عام 1930، حيث كان الجمال مختلفًا عن الآن، إلا أن تصوير النساء على أنهن رفيعات لهذه الدرجة لزيادة جاذبيتهم كان به الكثير من المبالغة التي جعلت الكثير من البنات تفعل أشياء غريبة وخطيرة من أجل الوصول لمثل هذا الجسد.

  • 3- التحرش الجنسي شيء مقبول

في أفلام كثيرة لديزني مثل سنو وايت، والجمال النائم تستيقظ الأميرات بعد نوم طويل وقد تلقين قبلة من الأمير، الأمر الذي قد يقبله بعض البالغين، إلا أن إيصال مثل هذا الأمر لمن يشاهد ذلك من الأطفال أمر خطأ للغاية.

  • 4- أهمية الحالة الاجتماعية

على الأغلب فإن أبطال ديزني سواء الأخيار منهم أو الأشرار دائمًا من الطبقة الاجتماعية العليا، وحتى أثناء تناول قصة بطله فقيرة مثل قصة “سندريلا” فإن تلك المرأة لا تتمكن من الهروب من ظروفها المعيشية الصعبة إلا عن طريق الزواج من “رجل ثري”، وهذا عن طريق جاذبيتها وجمالها بالمقارنة مع بنات زوجة الأب القبيحات. هذه الفكرة تقريبًا ثابتة في كل أفلام ديزني.

  • 5- الإيحاء بأن القبح مرتبط بالشر

تقريبا في جميع أفلام ديزني يتم تصوير الخصوم على أنهم غير جذابين جسديًا وهذه الفكرة قد تشجع الأطفال على ربط القبح بالشر خاصةً مع النساء، حيث تربط ديزني الجاذبية بالأخلاق والسعادة، وتربط الشر والأخلاق البذيئة بالقبح كما حدث في فيلم سندريلا، حيث تم تصوير بنات زوجة الأب بالقبح لأنهم أشرار.

  • 6- والإيحاء بأن الجمال مرتبط بالأخلاق

نجد هذا في فيلم “الجميلة والوحش” حيث في ذروة الفيلم يتحول الوحش المشوه جسديًا إلى إنسان وسيم، ما يسمح له بالعيش في سعادة مع الجميلة الجذابة. وهو ما يتنافى تمامًا مع رسالة الفيلم التي تهدف لجعلنا نؤمن بأن الجمال الحقيقي ليس بالشكل الخارجي، وإلا فلمَ كان هذا التحول؟

  • 7- الخير دائمًا ينتصر على الشر

يميل الكثير منا إلى أنه ليس هناك ضرر من تبسيط ديزني أفلامها لكونها تستهدف الأطفال، لكن على الرغم من ذلك فإن أفكار مثل “نجاح الخير دائمًا” و”استهداف المثالية والكمال”، تبدو خطيرة بما ترسخه في عقول أطفال ذلك الجيل، هذا بالطبع بخلاف تلاعب ديزني في النصوص من أجل الوصول لتلك النهايات السعيدة، في فيلم “الملك الأسد” الذي يستند إلى مأساة وليام شكسبير الكلاسيكية “هاملت” غيرت ديزني النهاية الأصلية للمسرحية حيث العديد من الشخصيات المحورية تموت، واستعاضت عن ذلك بانتصار مثالي للخير على الشر، وهذا ليس العمل الفني الوحيد الذي تم التلاعب به على شاشة ديزني، فهناك فيلم “حورية البحر الصغيرة” ونجد أن النهاية قد غُيرت بشكل جذري، ففي النص الأصلي “أريل” حورية البحر لم تتزوج الأمير، بل تقتله لتستعيد ذيل الحورية، لكنها في النهاية لا تستطيع أن تفعل ذلك وتموت هي الأخرى.

  • 8- العنصرية ضد السود

من الرسائل شديدة السوء التي توصلها ديزني للأطفال هي كيفية التمييز بين الأجناس، فالغربان في فيلم “دامبو” الذي صدر عام 1941 كانت تمثل بشكل فج العنصرية التي يكنها الأمريكان للأصل الأفريقي، وقد كان هذا الأمر جليًا في لغة وملابس الطيور في الفيلم بشكل يوضح سخرية الأمريكان من الأصول الأفريقية. هذه الطريقة التي تتبعها ديزني في التمييز العنصري قد انتقدت مرارًا وتكرارًا ولكنها لم تتغير حتى الآن.

وقبيل استطلاع آراء الخبراء وصناع أفلام الأطفال، نتطرق إلى دراسة مفزعة حول العنف الناتج عن أفلام الكرتون من خلال 4 قنوات تليفزيون فقط، تذيع 12 برنامجًا للأطفال، فكانت نتيجتها أن هذه الأفلام تضمنت: 4 حالات انتحار في هذه الأفلام، 27 معركة بالأيدي وضعفها بأسلحة خرافية، 22 عملية اغتيال، 21 مشهد نزاع. وهناك دراسة أخرى أيضا يؤكد الباحثون فيها أن الأطفال بين سن عامين وخمسة أعوام الذين يتابعون مشاهد عنف بالتليفزيون لمدة ساعة في اليوم يزداد لديهم احتمال أن يتسموا بعدوانية شديدة، وأشاروا إلى أن هذا الاحتمال قد لا يثبت عند الفتيات.

وهناك دراسات عديدة آخرها تؤكد أن الأطفال يشاهدون أفلام الكرتون في التليفزيون لمدة 27 ساعة في الأسبوع، وخلالها من المتوقع أن يشاهدوا ما يقرب من 10 آلاف عمل من أعمال العنف من سن الثالثة حتى العاشرة. بينما أكدت دراسة أخرى أن بعض التلاميذ في البلاد العربية عندما يتخرجون في الثانوية العامة يكونون قد أمضوا أمام التليفزيون 15000 ساعة بينما يقضون في فصول الدراسة 10800 ساعة فقط. دراسة أخرى حول "تأثر الأطفال بما يشاهدونه في التليفزيونات" أكدت أن تأثرهم بالفضائيات يكون مسئولا عن تشكيل سلوكهم بنسبة 45%.

تركز على العنف

وينظر علماء النفس والمتخصصون إلى هذه الدراسات باعتبارها مساهمة فاعلة لموجهة ظاهرة العنف التي تطرحها أفلام الكارتون العربية، وأشاروا إلى أن صناع هذه الأفلام من الغربيين تعمدوا التركيز على العنف عبر مؤثرات صوتية مثيرة لجذب الأطفال وتحقيق مكاسب كبيرة، وأكدوا أن 95% من هذه الأفلام تعتمد على عوامل الجذب والمؤثرات بطريقة في غاية الاحتراف، على حساب عوامل أخرى مهمة يفترض أن تكون لها الأولوية، لكن الغريب أن بعض أولياء الأمور يسعدوا بسعادة أبنائهم، مما يدعوهم لتوفير هذه الأفلام لشرائها للترفيه عنهم.

ولعل هذا ما دفع د. عطية خيري – مخرجة ومنفذة أفلام رسوم متحركة إلى القول بأن العمل بمجال الفن والدراما خاصة للطفل يحتاج إلى تربويين وليس صناع دراما فقط، وبالنسبة للسلوك العنيف في أفلام الأطفال مع الأسف أصبح اتجاها عالميا لصناع أفلام الأطفال لرواج أعمالهم، لكن يبقى في النهاية أن معايير الخطأ والصواب واحدة في كل الأديان السماوية، غير أن اختلاف المفاهيم في ثقافة المجتمعات الغربية لها مبررات في الربح المادي، على عكس المجتمع الشرقي، فأهدافنا أكثر إنسانية حيث تكون الأولوية للقيم والمبادئ، وهذا واضح في أفلام الأطفال العربية، والأفلام التي تعرض على القنوات المتخصصة ويشاهدها الطفل.

توجيه العنف

وتنصح د. عطية أن يكون اختيار الأفلام التي يشاهدها الطفل تحت إشراف الأم، لأنها ليست جميعًا مناسبة للأطفال، فكل مرحلة عمرية لها ما يناسبها، فالطفل من 4- 8 سنوات علينا إكسابه بعض المعارف والسلوكيات التعليمية في شتى العلوم والمعارف والتاريخ، بالإضافة للحكايات الخيالية والطريفة لتنمية قدراته وشخصيته، وعليه أن يتعلم كيفية اكتشاف نقاط القوة، والقوة لا تعني العضلات، إنما استخدام العقل، وبذلك يمكن توجيه العنف لنشاط وطاقة مفيدة.

تولد العدوانية

وترى د. ليلى مكي – مخرجة ومدير إدارة الرسوم المتحركة بالمركز القومي المصري للسينما أن الطفل أصبح معرضا لرؤية المشاهد العنيفة أكثر من مرة، ليس فقط على الشاشة أو في أفلام الكرتون، حيث أصبح تعزيز فكرة الانتقام من أهم مشكلات العالم؛ ومع الأسف يقبل عليها الطفل بشكل خطير دون انتباه من حوله. ومن أهم مخاطر هذه الأفلام، أنها تولد عدوانية لدى الطفل، تؤثر عليه بتكوين شخصية غير سوية، وتفجر به أبشع الجرائم في مواجهة الآخرين، فقد يرتكب الطفل جرائم نتيجة لما يشاهده اعتقادا منه أن القتل أو استخدام السلاح لن يؤذي الآخر، فالفيلم الذي شاهده يعرض البطل يقفز من العمارات دون أن يموت، أو يضرب أحدهم ويعود سليمًا؛ لذلك لابد أن تكون الأفلام تحت رقابة الأسرة حتى لا ينشأ الطفل على مشاهدة العنف والدماء.

لها رسالة

في المقابل، يشير كريم بهاء - معيد بالمعهد العالي للسينما إلى أن أفلام الأطفال نوع من الدراما لها رسالة، فالعنف ليس خطرا دائمًا على الطفل، وضرب مثالا بأفلام "توم أند جيري" فكلها حركة وعنف، لكن تضم بداخلها نوعا من القوة الموجهة لتعريف الطفل كيفية استخدام قدراته العقلية.

وعلى حد تعبيره فإن الصراع والحركة بأفلام الأطفال والرسوم المتحركة عنف موجه، فالبطل الخارق في عقل الطفل يتخذ شكل المغامر، ومعايشة الطفل لبعض العنف في الواقع اليومي أمر طبيعي، خاصة أننا في العالم العربي نعتبر العنف والقوة سمة من صفاتنا أحيانًا من أجل نصرة الحق مثلا، أو الدفاع عن النفس، ويعتبر فيلم "سلاحف النينجا " أكبر مثالا، فهو لا يناصر العنف حيث قدم الشخصيات العنيفة في صورة البطل الذي يدافع عن معتقداته فجاءت شخصياته في المنطقة الرمادية، والكل يدافع عما يعتقد أنه الصواب، وذلك يجعل الطفل يحترم الرأي والرأي الآخر.

ويتفق محمد إبراهيم - مخرج أفلام كرتون مع الرأي السابق، مؤكدا أن أفلام الكرتون ليست دائمًا موجهة للطفل، إنما لمرحلة عمرية من 13-18 سنة، وهى أيضًا فترة ما بين الطفولة والشباب.. لافتا أن الكرتون ليس من أجل اكتساب سلوكيات عنيفة فقط، فأول أهداف أفلام الأطفال المتعة والتسلية.

غير أن إبراهيم يعتقد أنه ليس من الحكمة تربية الطفل على الخيال فقط، إنما يحتاج الطفل لتفريغ طاقته، ونرى ذلك في الرياضة العنيفة كالكاراتيه والكنغ فو، والكثير من الأطفال يقبل عليها.

بدائل العنف

أما د. مها الكردي - أستاذ علم النفس فترى أن أفلام الأطفال تمثل مشكلة أحيانًا، لذلك تحتاج للتوجيه، وعينات الأطفال في الأبحاث التي أجريناها أكثر استجابة للصورة والحركة، فيتفاعل معها الطفل أسرع دون الأفلام الأخرى الهادئة، حيث يعايش دراما الفيلم وتكرار مشاهد العنف والدماء ورؤية الألوان الغامقة والمؤثرات الصوتية العنيفة تؤدي في النهاية لسلوكيات غير سوية، ومن هنا لابد أن يكون دور الأم والمؤسسة التعليمية في التوجيه والإرشاد لتعريف العنف بصوره، وتعليم الطفل البدائل للعنف، وأن استخدام القوة البدنية يكون في حالة التهديد والخطر فقط.

وشددت على ضرورة أن تكون أفلام الأطفال تكون رسالة لتعليم الطفل وتنمية قدراته؛ لكي يوسع مداركه، فلا يتلقى الطفل بطريقة الحفظ دون الفهم حيث يتلمس طريقه ويتخذ قراراته في المستقبل.

تصحيح المفاهيم

بينما أكدت د. سوسن فايد – أستاذ علم النفس أن المجتمعات العربية تعاني فعلاً من انتشار سلوكيات الأطفال المكتسبة نتيجة مشاهدة أفلام العنف؛ فأصبحت حوارات الطفل الموجهة للكبار عنيفة، كذلك ردود فعل الطفل تمثل صورة من العنف والتطاول على الآباء، فالطفل يرى صورته في البطولة والقوة، لذا تطالب أن تكون هناك مراجعة لأفلام الأطفال التي تعرض عليه. كما يجب أن نوضح للطفل أن من يقف خلف صناعة الفيلم هو إنسان عادي، وأن العنف الذي يشاهده علم تقني، فإذا كان الطفل ذو مواهب من الأفضل تفريغ طاقاته لأهداف سلمية، وتعزيز حب الاطلاع لديه، وذلك برواية الحكايات والتاريخ والسيرة الشعبية التي تعبر عن عروبتنا ومجتمعنا الشرقي، وأوضحت أن تبسيط العنف عندما يراه الطفل لا يعطي أهمية للشكل البطولي الذي يتخذه، وبالتالي يعتمد الطفل على قدراته الحقيقية، وليس خيال القوة الوهمي فيما يشاهده.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال