الجمعة، 29 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

386 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

re 1328598371

أم عبدالله: أنا وأطفالي وزوجي أحق بما فرض الله لي.. حتى لو خسرت أهلي

حمده: لن أواجه أخوتي لأخالف عاداتنا وتقاليدنا حتى لو سلبوني ميراثي

د.سهلية: شيوخنا مطالبون بالتصدي لمن يحرم المرأة حقوقها الشرعية

د. أبو راشد: من يدعي أن مطالبة المرأة بحقها الشرعي مخالف للتقاليد فهو جاهل

الهرفي: التطور الفكري والإعلامي سيمكِّن المرأة من حقوقها ويُنهي العادات القبلية

المعبي: المرأة ترث أكثر من الرجل والقرآن خير شاهد ونذير

جدة – تهاني العصيمي:

يرفض البعض أن يكون للمرأة كيان مستقل، ويسلبونها حقها من الميراث، ويخالفون شرع الله بأن "للذكر مثل حظ الأنثيين".. كما أثبتت إحصائيات عديدة أن 75% من القبائل المتعصبة تحرم المرأة من أن يكون لها ذمة مالية مستقلة، ويجعلونها تعنس حتى لا تتزوج إلا من الذي يرضاه الأب لها على معايير قبلية.. وحول ذلك تباينت وتبلورت آراء شيوخ وعلماء ومثقفين وحقوقيين.. وكشفوا عن المفاهيم الخاطئة والأفكار التي تهضم حقوق المرأة الشرعية في الميراث.. تابعوا التفاصيل.

"أم عبدالرحمن"، سيدة متزوجة، ولها سبعة أبناء.. تروي معاناتها بنبرة ملؤها الحزن فتقول: عندما يفرض لي الله نصيبي من أرث والدي الذي يفوق المليون ريال، وأُحرم منه للرضوخ لتلك العادات المتعصبة في أن أطالب والدتي وأخي نصيبي من الميراث لحاجتي وظروفي المعيشية الصعبة، خاصة أن لدي أطفال في أمس الحاجة إلى أن ينعموا بميراثي، وفي المقابل أجد عنتًا شديدًا من أخي في منحي حقي في الميراث بدعوى أنني تزوجت من خارج القبيلة، وانه لن يسمح بخروج المال إلى غريب.. ما دفعني إلى أن ألجأ إلى القضاء والوقف أمام أخي عنوةً لأطالب بمستحقاتي المالية.

قيود اجتماعية

توافقها الرأي "أم عبدالله"، أم لثلاثة أبناء، فتشير إلى أن الأمر أصبح مجرد قيود اجتماعية يجب القضاء عليها، وتقول: عانيت كثيراً لمطالبة أهلي بأخذ الميراث الذي فرض لي، ولماذا أترك أراضي وبيوت ومال لا يحصى دون أن يكون لي نصيب فيه، فأنا على حق وأطالب بشرع الله، وليس بشيء يغضبه حتى لو خسرت أهلي، أرى أن أطفالي وزوجي أحق من أي شخص في ميراثي الذي فرض لي في كتاب الله الحكيم، وسوف أطالب وأوصى أبنائي بالحصول على حقي بكل الوسائل.

لن أتخلى عن أهلي

على الجانب الآخر، تخالفها الرأي حمده الغامدي، متزوجة ولديها خمسة أبناء من زوج اختير لها من قبل الوصي "ابن عمها"، قائلة: لن أواجه أخوتي لأخالف عاداتنا وتقاليدنا، وأهلي أعلم مني في اختيار الزوج المناسب، ومن حقهم يخافون من الغريب على ميراثي، فأبن عمي أولى، ولن أتخلى عن هذا المذهب القبلي، لأني قد أكون عاقة لأهلي وحتى لو أجبرتني ظروف الحاجة لن أطالبهم، وبالفعل استدعاني أحد أخوتي بالمحكمة لأخذ أقوالي وتوقيعي بالتنازل عن ميراثي، ولا أرى في هذا أي مخالفة لشرع الله مادمت راضية ومقتنعة.

نوازع الشر

نفسيا، أوضحت الأخصائية النفسية حياة ملاوي أنه مادامت المرأة متمسكة بحقها الشرعي تكون حريصة على تطبيق شرع الله، والدين سوف يساندها ويقف بجوارها، وتشير بأن إعطاء المرأة حقها وعدم ظلمها بإرغامها الزواج من أحد أقاربها يساعد في تهيئتها نفسياً لتربي أبنائها تربيه سليمة تساعد في خلق روح الود والتفاهم، لتعم بين أبناء جيل الغد وتبني مجتمع خال من الخلافات والمنازعات حول أمور دنيويه تنتهي ويبقى الود والسلام. أما إذا حرمت من ميراثها فقد تتولد نوازع الشر بداخل النفوس وتخلق روح العداء والتنازع، وقد تكوِّن جيل عمته البغضاء، وتسود روح الداء من جيل إلى جيل.

راحة الضمير

أما الأخصائية الاجتماعية عبير الدوسري فتقول: دائماً نسمع عن الخلافات التي تقع داخل الأسر والتي في الغالب تتطور إلى جرائم غير متوقعة، كالضرب والهجوم، وقد تتحول إلى جريمة قتل وكلها بسبب المطالبة وإثبات حق الميراث، فلماذا لا يثبت الوصي حق المرأة وحق الورثة قبل أن يقع أي خلاف اسري.. فمن يسير بمنهج الله وحكم شريعته فقد اهتدى إلى طريق الصواب، وأصبح ينعم بهدوء واستقرار لا يتخلله الخوف ممن حوله، ويكفي شعوره براحة الضمير الحي الذي يمشى بنوره في باقي مساره في هذا المجتمع.

بيان الحقوق الشرعية

إلى ذلك، أوضحت د.سهلية زين العابدين حماد أن الميراث ليس من حقوق الإنسان الوضعية، بل حق شرعي فرضه الله وقال عنه: (تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جناتٍ تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم. ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذابُُُُُ مهين)... فهناك حدود شرعيه قد يتعداها المتعصبون بزعم أنها عادات اجتماعية، وهناك آلاف السيدات المتضررات من عدم إعطائهن حقهن الشرعي، بينما الإسلام ساوى في أخذ حقها في الميراث، والآية واضحة وصريحة توضح ذلك، قال تعالى: "للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا".. وبدوري أناشد شيوخنا بالتنويه عبر الفضائيات وعدم السكوت عن الأمر وكيف يسكتون ويتجاهلون المطالبة بإعطاء المرأة حقها الشرعي.. لابد من نشر الأمور الشرعية التي تخص الدين بدون حصر، لأن العلماء مطالبين بعدم كتم قول الحق.. فأي عرف وأي تقاليد تجعلنا نحرم حقها ونتعدى حدود الله، وكل من يحرم حقها أباً كان أو زوجاً أو أخوه أو أعمام مصيرهم نار جهنم، وأناشد القضاة بإصدار صك شرعي به حصر للميراث يشمل جميع الورثة حتى لا يقعوا في الخلاف، ويكون لكل شخص صورة تخصه، وأناشدهم أيضا بالوقوف بجانب المرأة لأخذ حقها شرعاً وقانوناً ومن يسكت عن ظالم كان شريكه.

جاهل

من جانبه، أوضح المستشار القانوني د.خالد أبو راشد أن شريعة الإسلام لا يختلف عليها اثنين، فالله عز وجل حدد نصيب الرجل ونصيب المرأة، فحقها هنا مفروض وهو نصف ما يرث الرجل، فالله سبحانه وتعالى يفرض هذا النصيب، ومن يمنعه يخالف الشرع والقانون، فمن حق المرأة أن تطالب بحصولها على نصيبها من الميراث وتضرب بالعادات القبلية عرض الحائط، وأنوه أشد التنويه لكل من يرى أن مطالبة المرأة بحقها الشرعي مخالفة للعادات والتقاليد بأنه جاهل، فلسنا في عصر الجاهلية والعصبية القبلية.

مسؤولية المرأة

الكاتب محمد الهرفي أوضح بدوره أن حرمان المرأة من الميراث موجود بين بعض القبائل بصفة عامة وخاصة بين القبائل العربية لكن ليس بنطاق واسع، وقد بدأت تقل نسبيًا عن ما مضى، ويحمل المسؤولية أولا وأخيراً للمرأة التي تسكت عن حقها ولا تطالب به، ويعتبر ظلم يؤثر على أولادها وأهلها، مؤكدا أن أقل ما يجب عليها أن تطالب بكل ما وفره لها الشرع من حقوق.. أما عن سؤاله عن دور المجتمع المدني الذي ينادي به الكتاب والمثقفين حول تمكين المرأة لحصولها حق الميراث وحقوقها الأخرى فيقول: لاشك بأنها ستنتهي في ظل الانفتاح والتطور الفكري وتعدد وسائل الإعلام والفضائيات والانترنت، وكل هذا سيساعد ويمكِّن المرأة من حصولها على حقها الشرعي، وكلها سنوات قليلة وتنتهي تماماً تلك العادات القبلية المناهضة لشرع الله.

فهم خاطئ

ويعلق الشيخ الدكتور أحمد المعبي أن شريعة الإسلام يفترض ألا يخالفها الناس، لأن الله عز وجل حدد نصيب المرأة وحدد نصيب الرجل، فالمرأة في الميراث هي الأصل، والقرآن يشير بأنه إذا كان قد ثبت حق الرجل وفاق بأربع مرات عن المرأة، فإن المرأة تفوقه ستة عشر مرة، والإسلام كرمها وأعطاها حقها وحق الوصاية من الرجل، وللأسف هناك فهم خاطئ للآية الكريمة قوله تعالى: (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساءً فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدةً فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له أخوة فلأمه السدس من بعد وصيةٍ يوصى بها أو دينٍ ءاباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعاً فريضةً من الله إن الله كان عليماً حكيماً).. وأشار بأن الله قسم الميراث بحكمة واضحة لكل من له أحقية في الميراث، ونوه لوجوب فهم الآية الكريمة وعدم فهم بدايتها والوقوف عند هذا الحد "للذكر مثل حظ الأنثيين "ونقف هنا فقط، فالمقصود هنا إذا كان لذكر نصفين من الميراث والأنثى نصف فالمقصود هنا لفرض الوصاية من قبل الأخ على أخته من مأكل ومشرب ومسكن وليس لأنه ذكر، بل لأنه مسئول عن الأنثى، ثم أردف سبحانه تكرار ذكر حق الأنثى بقوله "فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا مما ترك"، ثم أردف سبحانه مرة ثالثة وأشار بحق الأنثى "وإن كانت واحده فلها النصف" لنتأمل هذا التذكير والتكرار بحق الأنثى التي كرمها سبحانه من الجهتين بالميراث وبحق الوصاية، وكم آية في كتابه أشارت عن حقها الشرعي، لأنها الأم والزوجة والأخت والابنة، فبأي حق نقدم العادات القبلية عن فريضة الله سبحانه؟.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال