الجمعة، 29 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

374 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

lvhirm

رويدا محمد كاتبة وباحثة تربوية:

تعد المراهقة من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان ضمن أطواره المختلفة التي تتسم بالتجديد المستمر، والترقي في معارج الصعود نحو الكمال الإنساني الرشيد.

وقد حظيت مرحلة المراهقة باهتمام الدراسات النفسية والاجتماعية، بحيث يمكن القول إن هذه المرحلة من مراحل النمو قد نالت قسطا وافرا من البحث والدراسة لم تنله أية مرحلة عمرية أخرى نظرا لخطورتها. ومكمن الخطر في هذه المرحلة -كما يسميه علماء النفس- التي تنتقل بالإنسان من الطفولة إلى الرشد هي التغيرات في مظاهر النمو المختلفة (الجسمية والفسيولوجية والعقلية والاجتماعية والانفعالية والخلقية)، ولما يتعرض المراهق فيها إلى صراعات متعددة، داخلية وخارجية، فالمراهق لا يعرف من يكون بالنسبة لنفسه، وبالنسبة للآخرين، فالأولاد والبنات يتحولون فيها إلى صورة مصغرة من الرجال والنساء، ويعانون نتيجة لهذه الصيرورة من الانفصال عن مراحل حياتهم الأولى، فالمراهق وهو يحاول التوفيق بين حياتي الاعتماد على الآخرين والاستقلال عنهم، إنما يتوجب عليه أن يسلك سبيلا وعرا حافلا بالعقبات.

مراحل المراهقة

المراهقة مرحلة من مراحل العمر تعتبر فترة انتقالية بين مرحلتي الطفولة والرشد، وتتسم بأنها فترة معقدة -لما تتضمنه من تحديات- من التحول والنمو، تحدث فيها تغيرات عضوية ونفسية وذهنية واضحة.

ويختلف علماء النفس في تحديد مرحلة المراهقة، فبعضهم يتجه إلى التوسع في تحديدها فيرون أن فترة المراهقة يمكن أن تضم إليها الفترة التي تسبق البلوغ، وهم بذلك يعتبرونها بين العاشرة والحادية والعشرون، بينما يحصرها بعض العلماء في الفترة ما بين الثالثة عشر والتاسعة عشر. وعموما فإن بداية المراهقة ونهايتها تختلف من فرد لآخر، ومن مجتمع لآخر. ومع نضج المراهق العقلي وتفاعله مع المجتمع بقيمه الخلقية والدينية يكون المراهق لنفسه اتجاها أو فلسفة عامة، فبتفاعله مع البيئة والمجتمع الذي يعيش فيه، قد يصيبه النجاح أو الفشل، وقد يتعرض لصراع بين عقله التام ومنطقه الجديد، وبين ما تلقاه من تعاليم الآباء، والبيئة في طفولته في وقت لم يكن في وسعه إلا أن يتقبل هذه الأمور على علتها، أو قد يحاول التوفيق بين مبادئه الأخلاقية التي اعتنقها وبين دوافع الحياة ومطالبها، مرضيا طموحه وآماله، بحيث تصبح متمشية مع الواقع الذي يتمنى أو يرغب أن يمارسه في المستقبل، كذلك تحدد نظرته للدين ورأيه في الزواج وتكوين الأسرة وكيفية قضاء أوقات الفراغ، وهذه الفلسفة تكون على ما استخلصه المرء من تجاربه في الحياة موفقا فيها بين نزعاته وآماله، محاولا التكيف مع المجتمع وأفراده الآخرين.

مشكلات المراهقة

لاشك أن النمو الجسمي السريع في فترة المراهقة يؤثر ويتأثر بعدة عوامل، فهو يؤثر في تكوين مفهوم الذات لدى المراهق بحيث يتطلب هذا النمو من المراهق أن يكون صورة جديدة عن جسمه، يضمنها أفكارا معدلة عن مكانته في نفسه ومكانته بالنسبة للآخرين، فيتأثر مفهومه عن ذاته بالآراء التي يطلقها الآخرون على صفاته الجسمية، وكذلك بمقارنته لصفاته الجسمية مع من هم حوله، وتؤثر هذه المقارنة على مفهوم الذات خصوصا عند الأفراد المتقدمين في النمو عن أقرانهم أو المتأخرين في النمو. وهناك من يرى أن المشكلات التي تواجه المراهقين ليست مشكلات ناتجة عن مرحلة المراهقة نفسها، وإنما هي نتيجة الظروف السائدة في مجتمع ما. فطريقة التنشئة الاجتماعية تختلف من بيئة ثقافية إلى أخرى، ونتيجة لهذا قد تظهر مشكلات مثل الشعور بالخجل والانطواء والوحدة، وهذه المشكلات النفسية تؤثر بدورها على علاقات المراهق الاجتماعية.

ومن أبرز ما يعانيه المراهقين من مشكلات تتمثل في:

الصراع الداخلي

حيث يعاني المراهق من وجود عدة صراعات داخلية، ومنها صراع بين الاستقلال عن الأسرة والاعتماد عليها، وصراع بين مخلفات الطفولة ومتطلبات الرجولة والأنوثة وصراع بين طموحات المراهق الزاهد، وبين تقصيره الواضح في التزاماته، وصراع بين غرائزه الداخلية وبين التقاليد الاجتماعية والصراع الديني بين ما تعلمه من شعائر ومبادئ ومسلمات وهو صغير، وبين تفكيره الجديد وفلسفته الخاصة للحياة، وصراعه الثقافي بين جيله الذي يعيش فيه بما له من آراء وأفكار والجيل السابق.

الاغتراب والتمرد

فالمراهق يشكو من أن والديه لا يفهمانه، ولذلك يحاول الانسلاخ عن مواقع وثواب ورغبات الوالدين كوسيلة لتأكيد وإثبات تفرده وتمايزه، وهذا يستلزم معارضة سلطة الأهل، لأنه يعد أي سلطة فوقية أو أي توجيه، ويعتبره إنما هو استخفاف لا يطاق بقدراته العقلية التي أصبحت موازية جوهريا لقدرات الراشد واستهانة بالروح النقدية المتيقظة لديه، والتي تدفعه إلى تمحيص الأمور كافة، وفقا لمقاييس المنطق، وبالتالي تظهر لديه سلوكيات التمرد والمكابرة والعناد والتعصب والعدوانية.

الخجل والانطواء

فالتدليل الزائد والقسوة الزائدة يؤديان إلى شعور المراهق بالاعتماد على الآخرين في حل مشكلاته، لكن طبيعة المرحلة تتطلب منه أن يستقل عن الأسرة ويعتمد على نفسه، فتزداد حدة الصراع، ويلجأ إلى الانسحاب من العالم الاجتماعي والانطواء والخجل.

العصبية وحدة الطباع

فالمراهق يتصرف من خلال عصبيته وعناده، يريد أن يحقق مطالبه بالقوة والعنف الزائد، ويكون متوترا بشكل يسبب إزعاجا كبيرا للمحيطين به.

طرق العلاج

إن الشباب ليسوا هم المسؤولين وحدهم عن المشكلات التي تواجههم، ولكنها مسؤولية مشتركة بينهم وبين سائر الأوساط المسؤولة عن التربية والتوجيه كالبيت والمدرسة والمسجد والمؤسسات الإعلامية والأندية ومختلف المؤسسات المسئولة عن رعاية الشباب وتنظيماتهم. ففي فترة المراهقة تنتاب المراهقين تغيرات أساسية جسمانية ونفسية ولعل أولها أن يألف ويؤلف، والحاجة إلى تقدير الذات، فيجب أن يتم له توفير قدرا من الاحترام والاستقلال في الرأي والفعل، وهنا تبرز حرية إبداء الرأي وعدم الخوف من الفعل وإعطاء الثقة بالنفس. وقد اتفق خبراء الاجتماع وعلماء النفس والتربية على أهمية إشراك المراهق في المناقشات العلمية المنظمة التي تناول علاج مشكلاته وتعويده على طرح مشكلاته، ومناقشتها مع الكبار بكل ثقة وصراحة، حتى لا يقع فريسة للجهل والضياع أو الإغراء.

وهكذا تعد مرحلة المراهقة بالمقارنة بالمرحلة السابقة، مرحلة انتقال خطيرة في عمر الإنسان، ففي الطفولة يلاحظ أن حياة الطفل تتسم بالهدوء والاتزان، والعلاقات الاجتماعية فيها تسير في يسر وسهولة، فالطفل يندمج مع أصدقائه ومع بداية البلوغ الذي يعتبر ممرا أو معبرا يصل الطفولة المتأخرة بالمراهقة تحدث تغيرات في حياة الطفل تتبلور أثناؤها شخصية الفرد ومفهومه عن ذاته، ويخطو نحو النضج الانفعالي والفكري، إلى جانب كونها مرحلة نمو اجتماعي ثقافي في حياة الإنسان يصاحبها بعض المشكلات.

المراجع

1- سميحة كرم توفيق، توجه الوالدين نحو والديهم أو أقرانهم وعلاقته ببعض سمات شخصياتهم، الهيئة العامة للكتاب.

2- أحمد سعد جلال، مشكلات المراهقة الأكثر شيوعا من وجهة نظر المعلمات، كلية الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس.

3- د. بثينة حسنين عمارة، ثقافة علمية أسرية للقرن الحادي والعشرين، الجمعية العلمية لتنمية وتثقيف الأسرة، مصر.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال