الخميس، 28 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

72 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

45uw6uw56uwe56u

عبدالمجيد بعمير - مدرس وباحث تربوي - المغرب

الأطفال الذين يعانون من كثرة النشاط الحركي ليسوا أطفالا مشاغبين، أو عديمي تربية، لكن هم أطفال عندهم مشكلة مرضية لها تأثير سيئ على التطور النفسي للطفل وتطور ذكائه وعلاقاته الاجتماعية.

يكون عند الأطفال المصابين بهذه الحالة مشكلة في عدم قدرتهم على السيطرة على تصرفاتهم، وأخطر ما في الموضوع هو تدهور الأداء المدرسي لدى هؤلاء الأطفال؛ بسبب عدم قدرتهم على التركيز، وليس لأنهم غير أذكياء.

ما هو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والتركيز؟

- هذا الاضطراب هو عبارة عن سلوك متواصل من الزيادة في الحركة أو نقص في الانتباه ووجود سلوك اندفاعي.

- يشكل هذا الاضطراب عبئا ثقيلا على الوالدين في المنزل، وعلى من يقدم الرعاية للطفل في المدرسة، ويؤدي إلى الكثير من المشاكل في تعليم الطفل وعلاقاته مع أقرانه، وقد يؤخذ كل سلوك يصدر من الطفل على أنه قلة أدب ويتلقى العقاب عليه، مما يؤدي إلى شعوره بأنه مرفوض من أهله ومن كل من يتعامل معه.

- يصاب من 3-5 في المئة من طلاب المدارس بهذه الحالة، والذكور أكثر إصابة من الإناث، ويشكل وجود طفل مصاب بهذه الحالة مشكلة حقيقية أحيانا للأهل، وحتى الطفل المصاب يدرك أحيانا مشكلته ولكنه لا يستطيع السيطرة على تصرفاته، ويجب على الوالدين معرفة ذلك ومنح الطفل المزيد من الحب والحنان والدعم.

أعراض اضطراب فرط الحركة

- درجة غير طبيعية من النشاط الحركي الزائد وضعف التركيز تكون موجودة في أكثر من مكان، مثلا في البيت والمدرسة وليس في موقع واحد فقط، وتعتبر هذه النقطة مهمة جدا في التشخيص، حيث تميزها عن أمراض نفسية أخرى.

- قد تستمر الأعراض إلى سن المراهقة أو حتى البلوغ، وقد تتغير صورة المرض وأعراضه مع الوقت، فقد تختفي كثرة الحركة وتستمر الاندفاعية ونقص الانتباه مثلا.

تصنيف الأعراض حسب الفئات العمرية

الأطفال ما بين سن الثلاث إلى الخمس سنوات:

- الطفل في حالة حركة مستمرة ولا يهدأ أبدا.

- يجد صعوبة بالغة في البقاء جالسا حتى انتهاء وقت تناول الطعام.

- يلعب لفترة قصيرة بلعبه وينتقل بسرعة من عمل إلى آخر.

- يجد صعوبة في الاستجابة للطلبات البسيطة.

- يلعب بطريقة مزعجة أكثر من بقية الأطفال.

- لا يتوقف عن الكلام ويقاطع الآخرين.

- يجد صعوبة كبيرة في انتظار دوره في أمر ما.

- يأخذ الأشياء من بقية الأطفال دون الاكتراث لمشاعرهم.

- يسيء التصرف دائما.

- يجد صعوبة في الحفاظ على أصدقائه.

- يصفه المدرسون بأنه صعب التعامل.

الأطفال ما بين 6 إلى 12 سنة

- يتورط هؤلاء الأطفال عادة في أعمال خطرة دون أن يحسبوا حساب النتائج.

- يكون الطفل في هذا العمر متململا كثير التلوي والحركة ولا يستطيع البقاء في مقعده.

- يمكن أن يترك مقعده أثناء الدرس ويتجول في الصف.

- من السهل شد انتباهه لأشياء أخرى غير التي يقوم بها.

- لا ينجز ما يطلب منه بشكل كامل.

- يجد صعوبة في اتباع التعليمات المعطاة له.

- يلعب بطريقة عدوانية فظة.

- يتكلم في أوقات غير ملائمة ويجيب على الأسئلة بسرعة من دون تفكير.

- يجد صعوبة في انتظار دوره.

- مشوش دائما ويضيّع أشياءه الشخصية.

- يتردى أداؤه الدراسي.

- يكون الطفل غير ناضج اجتماعيا، قليل الأصدقاء، وسمعته سيئة.

- يصفه مدرسوه بأنه غير متكيف أو غارق في أحلام اليقظة.

أسباب نقص الانتباه والتركيز

السبب الأساسي غير معروف بدقة لكن انطلاقا من الدراسة الميدانية يتبين:

- أن الوراثة تعتبر عاملا مهما جدا.

- إصابة للجهاز العصبي قبل الولادة أو أثنائها لها تأثير.

- نقص الأوكسجين.

- الولادات المبكرة.

- تناول الأم أدوية معينة أثناء فترة الحمل.

- التعرض لنسبة عالية من مادة الرصاص أثناء الاقتيات.

- خــــلل في وظــائف الدماغ الكيميائية.

- العوامل الاجتماعية أو النفسية لها تأثير كذلك، مثلا الأطفال المحرومون عاطفيا أو تحت تأثير مشاكل نفسية معرضون للإصابة بهذا الاضطراب.

التشخيص والصورة الإكلينيكية

- غالبا ما تشخص الحالة في المستوى الأول أو الثاني ابتدائي وبشكل عام فالمرض ليس سهل التشخيص.

- يعتبر تقرير المدرس عن الطفل من أهم أدوات التشخيص، سواء من ناحية سلوكه أو أدائه الدراسي وتحصيله والمشاكل التعليمية، وكذلك من ناحية علاقته مع الأطفال الآخرين. وعند عمل المقاييس النفسية للمساعدة في التشخيص أو في متابعة العلاج، فإنه يتم الطلب من المدرس تعبئة نموذج التقييم كما هو الحال بالنسبة إلى والدي الطفل.

- يلاحظ المدرسون شدة حماس واندفاع هؤلاء التلاميذ لأي امتحان أو سؤال يطرح، ولكنهم يفقدون حماسهم بعد بداية إجابتهم لأي مؤثر خارجي طارئ قد لا يشكل أهمية كبيرة لهم أو لدروسهم. كما يلاحظ المعلمون أن هؤلاء التلاميذ يرفعون أيديهم للإجابة على السؤال حتى قبل أن يكمله المعلم أو حتى قبل أن يعي الطفل المطلوب من السؤال المطروح.

- يلاحظ المعلمون أيضا بعض السلوك الانعزالي والشعور بالرفض من الآخرين على الطفل المصاب. قد يظهر ذلك على شكل العدوانية مع التلاميذ الآخرين أو المدرس أو على شكل إيذاء للنفس كأن يضرب نفسه بما يتناوله في يده من أشياء.

- وفي المنزل يجد الوالدان صعوبة مع الطفل في إطاعة أوامرهما ويتصرف باندفاعية ومن دون تفكير مسبق. يتميز هؤلاء الأطفال بتقلب المزاج والعصبية الزائدة. كما أن حجم معاناة هؤلاء الأطفال يزداد عندما يدركون أنهم «مشكلة»، مما ينتج عنه الإحساس بالنقص.

آثار هذا الاضطراب على الطفل

- قد يظهر الفحص النفسي الإكلينيكي وجود اكتئاب وبعض الاضطراب الطفيف في طريقة التعبير عن التفكير.

- قد يظهر الفحص الجسماني سوء تنسيق بين وظائف حواس الطفل كالنظر والسمع دون تدني القدرة على السمع أو النظر.

- قد يعاني الطفل من مشاكل في الذاكرة لعدم قدرته على التعامل مع المعلومة التي تصله من البيئة المحيطة به بالشكل الطبيعي.

- من الناحية الاجتماعية قد ينفر منه أصدقاؤه، وينعته المدرس بالغبي مع أن مستوى ذكائه في المستوى الطبيعي أو أفضل من الطبيعي.

- في الأسرة تطلق عليه ألفاظ كالطفل الشقي وغيره، ونتيجة ذلك عادة ما تكون الثقة بالنفس لدى الطفل ضعيفة.

- في المدرسة، لا يرغب فيه بقية الأطفال، ويفشل في دراسته، ولا يستطيع الإنجاز بالشكل الجيد فتتكون لديه صورة سيئة عن نفسه وييأس من كونه قادرا على الإنجاز والأداء.

- ويعاني أيضا من اضطراب في المزاج مثل التقلب السريع للمزاج وكذلك الاكتئاب والقلق.

طرق العلاج

في المنزل مع الأهل:

- دور الأهل في العلاج يكون بوضع جدول يومي لحياة الطفل يساعده على تنظيم حياته اليومية، فمثلا تحديد للطفل الوقت الذي يستيقظ فيه، ومتى يجب عليه أن يعود من المدرسة، ومتى وقت التلفاز.. وهكذا، ولا يترك الطفل لوحده في أماكن يجدها مناسبة ليأخذ حريته مثل الحدائق العامة.

- من الضروري منح الطفل المكافآت عن كل مرة يحسن التصرف فيها، إضافة إلى منح الطفل الحب والحنان اللازمين، ويجب الابتعاد عن العقاب الجسدي. وأفضل ما يمكن فعله عندما يقوم الطفل بتصرف ما، هو تجاهل الأمر والعودة لمناقشة الأمر مع الطفل عندما يهدأ.

في المدرسة:

- يجد الطفل كثير الحركة صعوبة كبيرة في التأقلم مع قوانين المدرسة، ويجب أن يتم شرح وضع الطفل للمدرس بحيث يقدم له المساعدة، ويفضل إبقاء الطفل المصاب ضمن مجموعات صغيرة من الطلاب وليس ضمن أعداد كبيرة.

- يجب دائما تذكر أن الطفل المصاب بكثرة الحركة ونقص الانتباه ليس لديه نقص في الذكاء.

- يستفيد الطفل من الدروس القصيرة أكثر مما يستفيد من الدروس الطويلة، وهذا يجب أن يأخذه المدرس بعين الاعتبار أثناء تخطيط الدروس وعملية التدبير.

- يجب أن يتعاون كل من الأهل والطبيب والمدرس والمستشار التربوي والاختصاصي النفسي.

العلاج الدوائي

- يؤدي إلى هدوء الطفل وزيادة فترة التركيز عنده، ولا تعطى هذه الأدوية إلا للأطفال ممن هم في سن المدرسة، وأهمها الريتالين والدكسيدرين، وهي لا تعطى ولا تصرف إلا تحت إشراف طبيب الأطفال.

- وأهم التأثيرات الجانبية لهذه الأدوية هو الصداع والأرق وقلة الشهية، ويجب ألا يكون العلاج الدوائي لوحده وإنما يرافقه العلاج السلوكي، النفسي والاجتماعي.

العلاج النفسي والاجتماعي

- الاسترخاء، حيث يتم تدريب الأطفال على الاسترخاء العضلي التام.

- التعاقد السلوكي بين الطفل والأبوين في المنزل أو مع الطفل والمدرس في المدرسة.

- التدعيم الإيجابي المادي واللفظي للسلوك المناسب.

- جدولة المهام، والأعمال، والواجبات المطلوبة.

- التدريب المتكرر على القيام بنشاطات تزيد من التركيز والمثابرة.

- وضوح اللغة والتعليمات.

- إتاحة الفرصة للطفل لتفريغ الطاقة الموجودة لديه في أنشطة مثمرة هادفة.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال