الجمعة، 29 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

448 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

ff21338

د.منصور: بالاعتدال والصدقات والزكوات ومواجهة الاحتكار وترك المعاصي

د.العوضي: مواجهة الفساد ودعم الإنتاج وتنميه.. وتحجيم الاستهلاك

د.إبراهيم: يجب استعادة قيم الإسلام في التعامل بين البائع والمشتري

د.خليل: الغلاء يؤدي إلى الفقر وانتشار الحقد وارتفاع معدلات الانتحار

د.باغة: تربية الأبناء على القناعة والصبر وعدم النظر إلى ما لدى الغير

القاهرة - عبدالله شريف:

تحتاج الأسرة إلى منهجية لتتعامل مع الزيادات المتتالية في الأسعار حتى يمكنها أن تسيِّر شؤونها بحكمة، لاسيما وأن الإسلام حث على ترشيد الاستهلاك.. باعتباره مطلبًا ضروريًّا لكل الأسر, ويجب أن يُربّى الأبناء عليه؛ خاصة وأن متطلبات الحياة كثيرة ولا تنتهي.. "الوعي الشبابي" ناقش عددًا من المختصين في سبل مواجهة الأسرة للغلاء وجاءكم بالتفاصيل.

"أحث الناس دائمًا في خطب الجمعة على تجنب الإسراف والتبذير، والحرص على الاعتدال والتوازن والاقتصاد في جميع الأمور".. بهذه الكلمات بدأ خالد عبدالقادر، إمام مسجد، منوهًا إلى قوله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُواۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ).

وأضاف أدعو الناس إلى تجنب السلع غير الضرورية، وعن نفسي قللت نفقات أسرتي، فقد منعنا أي وسائل غير ضرورية في المنزل، مثل تقليل المكالمات التليفونية غير الضرورية ، والاقتصاد في شراء الأطعمة".

الاعتدال وترك المعاصي

إلى ذلك، يقول د.عبدالحليم منصور، أستاذ الفقه المقارن ووكيل كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، إن الإسلام يمنع الغلاء في كل شيء ويمنع الكيل بمكيالين، وكل شرائعه تحث على الوسطية في كل شيء وتدعو للتصدق وتوجب الزكاة، والإسلام في كل أحكامه يراعي الفقراء والمحتاجين، قال تعالى: " قال تعالى: ﴿وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [البقرة: 195]، وقال أيضًا: ﴿وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ﴾ [الإسراء: 26].

وأضاف أن الغلاء المتعمد نوع من الغش والتدليس، والله لا يبارك لتاجر يفعل ذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من غشنا فليس منا"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا أو قال حتى يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا مُحقت بركة بيعهما"، وقال: "لا يحتكر إلا خاطئ".

ودعا د.منصور الأسرة المسلمة إلى تعليم الأطفال قيم الإسلام العظيمة، من اعتدال ووسطية في الأمور كلها، فلا إسراف ولا تقتير، ولا غش ولا خداع.

وتابع: لا بد أن يكون لدى الجمهور العام ثقافة مواجهة الغلاء، فالاستغناء عن السلع الترفيهية واجب، وعدم إضاعة الأموال فيما لا طائل منه أمر شرعي، والأسواق انتشر فيها كثير من السلع الاستهلاكية غير الضرورية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ".

وأشار إلى أن الذنوب والمعاصي المستمرة دون توبة والسكوت عنها وتجاهلها من أسباب البلاء ومنه الغلاء، قال تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الروم 41]، لذا علينا الاستغفار والتوبة، والرجوع إلى الحق ومواجهة الفساد الذي تمكَّن من قلوب العباد، وأصبح همهم الدنيا وحب المال، وأطالب المسؤولين عن الأسعار في الدول العربية بأن يكون هناك وقفة ضد الغلاء الفاحش، وأن توضع سياسات تحفظ الفقراء والأسر المسلمة الضعيفة، وأن تزاد الصدقات وتجمع الزكوات ومواجهة سياسات الاحتكار في كل شيء، على الأقل أن توفر السلع الأساسية للناس بأسعارها الحقيقية.

وتابع: "الإسلام واجه الغلاء برسم نظام اقتصادي يقوم على حماية الفقراء، وأساتذة الاقتصاد يستطيعون فهم ذلك جيدًا، لكن من يستمع لهم؟

دعم الإنتاج وتحجيم الاستهلاك

بدوره، أكد د.رفعت العوضي أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر، أن موجات ارتفاع الأسعار سببها ظل ضعف الهيئات الاقتصادية في الدول الإسلامية، والتي تفتقر إلى الكفاءة في دراسة السوق العالمي واحتمالاته وتوقعاته، وحرية الأسواق ضرورية لتقدم المجتمعات، ولكن لا بد من ضوابط لتحقيق العدالة ومواجهة الغش والاحتكار والغلاء.

متابعا: "حل أزمة ارتفاع الأسعار لا يبدأ بالتاجر أو الأسرة فهنا لا نتحدث عن سياسات دول، وفي اقتصاديات الدول لابد أن نتحدث عن المنظمات الاقتصادية، والحكومات واستراتيجياتها".

وأشار إلى أن الحديث لا بد أن يوجه إلى الحكومات بالدرجة الأولى قبل الأسر التي لم يعد يهمها إلا تلبية احتياجاتها الأساسية، فعلى الحكومات إيجاد خطط لمواجهة الفساد، ودعم الإنتاج وتنميه.

أما بالنسبة للأفراد فيمكنهم مواجهة الغلاء من خلال إيجاد قناة للتفاهم والتشاور بين أفراد الأسرة خاصة بين الزوجين للوصول إلى أفضل السبل لمواجهة الأزمة وتصريف أمور المعيشة في ضوء الدخل المتاح، مع ضرورة تحجيم الاستهلاك، والمواءمة بين الدخل والمصروفات، وبالطبع شراء المنتجات المحلية باعتبارها الأوفر سعرًا مقارنة بنظيرتها المستوردة.. وبالتأكيد من الضروري أن يبحث رب الأسرة عن عمل إضافي لمواجهة متطلبات الحياة المتزايدة.

استعادة قيم الإسلام

في السياق ذاته، قال أستاذ الاقتصاد والتمويل بجامعة القاهرة د.هشام إبراهيم، إن هناك أسباب لارتفاع الأسعار في الدول العربية منها التضخم العالمي وكثرة المعروض غير الجيد، إضافة إلى عجز الميزانيات، واستيراد السلع من الخارج بالعملات الأجنبية، والزيادة السكانية، واتباع أنظمة اقتصادية فاشلة قديمة.

وأضاف أن إهمال الزراعة في كثير من الدول العربية أدى إلى تزايد الاستيراد، ومن ثم صار المستهلك تحت رحمة الدول المصدرة، والحل يجب أن يكون من أكثر من طرف وتدريجيًا، فالحكومات عليها أن تزيد الإنتاج وتهتم بالأجور وتتخلى عن الاستيراد غير الضروري، والأسر عليها ترشد الاستهلاك والاعتماد على المنتج المحلي، وهناك سلع لا بد من تركها تمامًا.

وأشار إلى أن مواجهة الفساد وجشع التجار من أبرز ما يعين على إيقاف موجات الغلاء، إضافة إلى ضرورة استعادة القيم الإسلامية في التعامل بين البائع والمشتري، فعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (رحم الله رجلاً سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى)، وفي حديث آخر: (التاجر الصدوق الأمين مع النبيِّين والصدِّيقين والشهداء)، وحذر صلى الله عليه وسلم من احتكار السلع الأساسية الضرورية في حديث آخر بقوله صلى الله عليه وسلم: (من احتكر طعاماً أربعين ليلة فقد برئ من الله تعالى، وبرئ الله تعالى منه. وأيما أهل عرصة أصبح فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله).

تكافل

قال د.محمد خليل أستاذ علم النفس الاجتماعي وعميد كلية الآداب جامعة عين شمس، إن معدلات الفقر والغلاء ترتفع بصورة كبيرة في المجتمعات العربية والإسلامية، بسبب ضعف النظم الاقتصادية، والاعتماد في المأكل والمشرب والملبس على الاستيراد، مضيفًا أن الفروق الاجتماعية أصبحت هائلة.

وأشار إلى أن الغلاء يرتبط بالفساد دائمًا، فقد أكدت منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة "فاو" في آخر إحصائية لها أن معدلات الفقر زادت إلى ما يقرب 37 مليون نسمة في البلدان العربية أي أن نحو 12% من إجمالي عدد السكان لا يجدون ما يأكلونه.

وطالب بالعمل على إعادة توزيع السكان، ومراقبة الثروات، وتنظيم برامج اجتماعية تعمل على انتشال الأسرة المسلمة من الفقر، ومواجهة الغلاء وتنظيم حملات اجتماعية نابعة من مفهوم التكافل الإسلامي تشمل وسائل وأساليب مواجهة الغلاء، ومنها إيجاد البديل للسلع وتجنب السلع غير الضرورية، والتشجيع على المزيد من العمل والجهد، حتى تخرج الأمة من القوقعة التي حبست نفسها فيها.

وتابع أن الغلاء يؤدي إلى الفقر والعوز وارتفاع معدلات الانتحار، وكذا عزوف الشباب عن الزواج، وارتفاع إيجارات المساكن وانتشار العشوائيات وارتفاع نسب الطلاق، وانتشار الحقد والكراهية بين الطبقات، وتمني زوال النعمة من يد الغير، والشعور بالدونية الذي لا يساعد على بناء الأوطان.

وتابع: "منظمة الصحة العالمية أصدرت تقريرا في مطلع 2017 عن وجود أكثر من 300 مليون شخص في العالم يعيشون حالة من الاكتئاب بسبب الغلاء، وأن الاكتئاب يصيب الشخص بأوهام فقدان الشهية وضعف الأطراف وآلام العظام فضلا عن الأضرار النفسية الأخرى.

التربية على القناعة

وأخيرًا، يؤكد د.محمد باغة أستاذ الإدارة والتنمية بجامعة قناة السويس، أن الغلاء آفة كبيرة تهدم الأسرة وتجعل ربها غير قادر على تلبية مطالبها، وقبل الأب هناك الحكومات التي يجب عليها أن تدعم زيادة الإنتاج، وتوفر السلع بأسعار مناسبة، وتدعم السلع الأساسية، ونشر ودعم المؤسسات الخيرية، ومحاربة الربا.

وأضاف: "هناك خطوات عدة يجب على الأسرة أن تنفذها حتى تواجه أزمة الغلاء المستمرة ومنها إعداد قائمة شهرية بالسلع التي يحتاجها حتى يشتريها مرة واحدة قبل زيادة الأسعار المستمرة، فضلا عن إعداد قائمة بالسلع غير الأساسية في حياته والتنازل عن أجزاء منها.

وتابع: "على رب الأسرة تربية الأبناء على القناعة والصبر وعدم النظر إلى ما لدى الغير، والاعتماد في الشراء على المنتجات المحلية، ووضع سقف محدد للصرف الشهري، والبحث عن منتجات بديلة لعلامات تجارية غير معروفة".

وأشار إلى أن على الأسرة العمل على تخفيض الاستهلاك في الوقود وفي المياه وفي الكهرباء، باتباع الإرشادات اللازمة، ووضع قائمة بالأشياء الموجودة في المنزل التي يمكن الاستغناء عنها لكثرة استهلاكها وتقليل الزيارات الترفيهية والعزائم المكلفة، والمهاداة غير الضرورية.

وأشار إلى أن نسبة ما تستورده بعض الدول العربية يتراوح بين 40% و90% من المواد الغذائية، ومن المتوقع أن ترتفع فاتورة واردات العالم العربي من الغذاء من 56 مليار دولار عام 2011 إلى 150 مليارًا عام 2050.

وأشار إلى أن الحكومات عليها أن تضع حدًا للإنفاق في السلع غير الضرورية، ففي تقرير جديد قدمته شبكة CNBC الاقتصادية، تم الكشف عن حجم الإنفاق العربي على ألعاب الفيديو مثلا عام 2016 والذي يتخطى نصف مليار دولار في دولة واحدة، ففي لبنان 35.5 مليون دولار، والعراق 49.9 مليون دولار، و سلطنة عمان 64.5 مليون دولار، والمغرب 70.2 مليون دولار، الجزائر 93.7 مليون دولار، الكويت 95.5 مليون دولار، قطر 111 مليون دولار، مصر 169.5 مليون دولار، الإمارات 233 مليون دولار، السعودية 506 مليون دولار.

 

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال