الجمعة، 19 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

55 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

fight Small

الكويت – الوعي الشبابي:

أكبر صدمة قد يواجهها أي شخص في حياته هي حين يشاهد نفسه كما هي بلا أي تجميل تتجسد أمامه يومياً.. وهذا التجسيد يتم من خلال الأطفال.

هي صدمة وصفعة في الوقت عينه وتذكير للأهل بأكثر ما يكروهونه بأنفسهم، لذلك تجدهم يصبون جام غضبهم على أولادهم، رغم أن كل ما يقومون به هو تقليدهم.

الأطفال – وفق نسرين عزالدين في "سيدي" - يقلدون أهلهم منذ الشهر الأول، فيتعلمون الحركات الأولية، كإخراج اللسان وهز الرأس ثم لاحقاً يقلدون الأصوات، حتى يأتي وقت تقليد التصرفات.. الجيدة والسيئة.

حين يقلد الأولاد التصرفات السيئة ردة الفعل تكون الغضب والعقاب. فإن كان من النوع الذي يغضب بسرعة أو من النوع المتردد فأنت مباشرة تلومه وتعاقبه. ولكن عليك التوقف للحظة هنا والابتعاد خطوة إلى الخلف ومحاولة رؤية الصورة كاملة.. حينها اطرح على نفسك السؤال التالي « من الملام هنا؟» مهما كانت إجابتك فطفلك ليس الملام بالتأكيد.

الصورة كاملة

لو عدنا إلى المثال أعلاه وهو أن طفلك يغضب بسرعة ويبدأ بالقيام بردات فعل عدائية. عوض الغضب منه عليك أن ترى الصورة كاملة.. طفلك يغضب بسرعة مثلك تماماً . هو لم يولد غاضباً، فهذا سلوك مكتسب تعلمه من محيطه. وعليه عوض أن تصب اهتمامك كاملاً على محاولة إصلاحه ما عليك القيام به هو إصلاح نفسك.

الطفل يقلد طريقة أهله في التنفيس عن إحباطهم وغضبهم، وطرق تعاملهم مع المواقف الصعبة، وأسلوبهم في المشاجرة والنقاش والمجادلة وغيرها. ما عليك تذكره هنا هو أنه في حال لم يتم إصلاح الموقف، فإن طفلك سينتهي به المطاف وهو يعاني من نفس المشاكل والعقبات التي واجهتك في حياتك. وظيفك كوالد هي مساعدته على السير بطريق مختلف عن الذي سرت أنت فيه والمساعدة هذه لا تأتي عن طريق فرض آلية معينة لردات فعله، بل من خلال تقديم أفضل مثال ممكن. أي أن تصبح أفضل نسخة ممكنة عن نفسك.

إعادة قولبة الصورة

التركيز هنا سيتم نقله كلياً من الطفل إليك وإلى زوجتك. دورك ليس محاولة تغييره، بل تغيير تصرفاتك. الأمر ليس سهلاً على الإطلاق خصوصاً أنه يتعلق بتصرفات باتت جزءاً من شخصيتك، كما أن الموقف هذا كوالد تشعر بقلة الحيلة، لأنه يؤكد لك بأنك لا تملك القدرة على السيطرة على تصرفاتهم. وعوض صرف كل طاقتك وجهدك لمحاولة تبديل ما لا يمكن تبديله، عليك أن تضع هذا الجهد في مكان تعرف أنه يمكنك التحكم به.. ألا وهو تصرفاتك.

حديث صريح للغاية مع طفلك

الأطفال أذكياء ويمكنهم التعامل مع مختلف المواقف بأسلوب سيثير دهشتك وإعجابك. لذلك لا تتعامل معهم وكأنهم عاجزون «فكرياً» بل قارب الموضوع من زواية التقدير والاحترام لهم ولرأيهم. الحديث هذا يجب أن يتمحور حول إدراكك لنقاط التشابه بين شخصيتك وشخصيته مثلاً «أنا لا أقول بأننا الشخص نفسه ولكنني أرى نفسي في الكثير من تصرفاتك».. الجملة هذه تؤكد للطفل بأن يملك شخصيته المستقلة وهويته الخاصة، ولكنها في الوقت عينه توضح له بأنه بشكل أو بآخر يشبهك.. وهذه الانطلاقة هامة لأنك تعزز فكرة «كيانه الخاص».

ثم عليك أن تتحدث عن معاناتك مع هكذا تصرفات وربما تقترح عليه بعض التقنيات للتعامل مع الأمر، مثلاً «لقد عانيت مع بعض ما تعاني منه أيضاً في مراحل مختلفة في حياتي، أنت مثلاً تشعر بالإحباط بسهولة مثلي تماماً. ولكنني خلال السنوات تعلمت بعض التقنيات التي ساعدتني على التعامل مع مشاعر الإحباط حين لا أحصل على ما أريده».

طلب مساعدته أو العمل كفريق

هناك بعض التبريرات التي عليك كوالد عدم اللجوء إليها على الإطلاق. لو افترضنا أن طفلك من النوع الذي يجيب بوقاحة أو يرد بعبارات ساخرة ولاذعة على كل ما تقوله، ولكنك تغضب منه بشدة وتعاقبه، رغم أنك تدرك بإنه إما يقلدك أو يقلد والدته. أحياناً قد يقولها لك بكل صراحة أي أنه يقوم بما تقوم أنت به.. أولاً ردة الفعل العنيفة هنا ممنوعة كلياً، لأنك تعاقبه على ما أنت عليه وهو لا ذنب له على الإطلاق. ثانياً عليك عدم اللجوء لتبرير أنه يحق لكم التصرف بتلك الطريقة، لأنكم أكبر سناً، فأنت بتلك الطريقة توضح له بأن التصرفات الخاطئة مقبولة.

المقاربة الصحية لكما والتي قد تساعدك فعلاً على التخلص من بعض التصرفات الخاطئة هو طلب مساعدته أو العمل كفريق. قم بالاعتراف له بأنك بالفعل تتصرف بهذه الطريقة وبأنك تدرك بأنها سيئة، ولكنك تريد أن تتخلص منها وتعمل على نفسك لتصبح شخصاً أفضل وبأنك تريد العمل معه كي تتخلصا معاً من هذه المشكلة.

أقصى درجات ضبط النفس أمامهم

ندرك بأن تغيير التصرفات السيئة ليس بالأمر السهل، وقد يتطلب الأمر الكثير من الوقت. ولأن أطفالك في مرحلة عمرية حساسة ما عليك القيام به هو ممارسة أقصى درجات ضبط النفس أمامهم. أي حين تغضب لا تنفس عن غضبك أمامهم، تعامل مع الأمر بكل هدوء ثم انسحب وعبر عن غضبك في مكان آخر. المجادلات والمشاجرات والتصرف بلؤم وكل التصرفات التي تصنف تحت خانة سيئة حاول ألا تقوم بها أمامهم.

 

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال