0012201ewt

القاهرة – الوعي الشبابي:

صدر للباحث السنوسي محمد السنوسي كتاب جديد بعنوان: "لماذا ينبهر الغربيون بالإسلام؟" عن "المكتب المصري الحديث"، يتناول فيه أبرز الأسباب التي دفعت المفكرين الغربيين للإعجاب بالإسلام والدخول في رحابه.

وقد خلص الباحث عبر صفحات الكتاب- التي قاربت المائتين- إلى أن الإسلام رغم واقع المسلمين الأليم مازال قادرًا على مخاطبة أرقى العقول البشرية، وإنقاذ الإنسان المعاصر من الدوران في الحلقة المفرغة بين الإنتاج والاستهلاك، حسب تعبير جارودي؛ لأنه ليس بديلاً من البدائل بل هو البديل، كما يؤكد هوفمان، ولأنه أكثر من مجرد عقيدة، أو حالة من الوعي الروحي؛ إنه نظرة متكاملة، كما يقول جيفري لانج.

وفي التمهيد لأسباب انبهار الغربيين، أشار الباحث بإيجاز إلى تاريخ العلاقة بين الإسلام والغرب، مبينًا أنها مرت بمراحل عديدة، تخللتها حروب كانت سجالاً بينهما، وشهدت حوارًا وتفاعلاً، وأخذًا وعطاءً، في مجالات الحياة المختلفة.

كما تطرق الباحث إلى موقف الإسلام من الغرب، مؤكدًا أن الاختلاف والتعددية حسب المفهوم الإسلامي سنة من سنن الله البالغة، التي تَثبت بها طلاقة قدرة الله سبحانه على خلق الناس على نحو متمايز. وتطرق أيضًا إلى حاجة الغرب إلى الإسلام، مشددًا على أنه الدين القادر على إنقاذ الإنسانية من الشقاء الروحي والتيه الفكري.

ولفت الباحث إلى ملاحظة مهمة، وهي إنصاف كثيرين من الغربيين للإسلام وحضارته، رغم أنهم لم يعتنقوا الإسلام، موضحًا أن هذه الكتابات المنصفة كان لها أكبر الأثر في تصحيح الصورة المشوهة عن الإسلام في الغرب؛ الأمر الذي مهد السبيل لكثير من المفكرين أن يراجعوا أنفسهم، ويعتنقوا الإسلام بعد ذلك، متأثرين بها.

ومن أشهر تلك الكتابات- كما ذكر الباحث- "الإسلام خواطر وسوانح" للكونت هنري كاستري، "الدعوة إلى الإسلام" للسير توماس أرنولد، "حضارة العرب" للعلامة غوستاف لوبون، "شمس الله تشرق على الغرب" للدكتورة سجريد هونكة.

أما في الباب الأول فقد تناول الباحث أسباب إسلام الغربيين من خلال الجوانب الأساسية للإسلام، مبينًا كيف كانت هذه الجوانب سببًا في إنارة بصائرهم، وهداية عقولهم من المتاهات والضلال، وذلك في خمسة فصول: العقائد.. وضوح واستقامة، العبادات.. طمأنينة وسكينة، الأخلاق.. إنسانية وثابتة، التشريع.. شمولية وواقعية، إضافة إلى توضيحه في الفصل الخامس كيف كان "الإعجاز العلمي" شاهد صدق للإسلام.

وفي الباب الثاني تطرق الباحث إلى كيفية التعامل مع المسلمين الجدد، وأشار إلى ضرورة القيام بواجب الأخوة نحوهم، والاستفادة من جهودهم في الحوار بين الحضارات، وفي نقد الحضارة الغربية، لافتًا إلى أهمية نصحهم وتصحيح أخطائهم برفق إن بدرت منهم أخطاء، فهم بحاجة لوقت أكبر للتعرف على الإسلام.

وفي الختام خلص الباحث إلى أن الإسلام بجوانبه المتعددة يستوعب حياة الإنسان، ويلبي حاجاته النفسية والعقلية والجسدية؛ في شمولية، واعتدال ووسطية، وسُموٍّ وواقعية.. "إنه يهتم اهتمامًا واحدًا بالدنيا والآخرة، وبالنفس والجسد، وبالفرد والمجتمع"، بحسب تعبير محمد أسد.

ودعا الباحث الأقليات المسلمة في المجتمعات الغربية إلى أن تندمج فيها من غير ذوبان، وأن تتحلى بالخلق الحسن والسلوك القويم؛ حتى تعطي صورة طيبة صادقة عن الإسلام وقيمه الحضارية.

كما شدد على ضرورة إعداد الدعاة المبعوثين للدعوة في الغرب إعدادًا علميًّا، يمكِّنهم من استيعاب العقلية الغربية بعمق، ومن كيفية التعامل معها برفق، ومن إزالة ما رسب في واعيتها الجماعية وتراكمَ على مدى عقود.