rfuuuuuooooo8 

القاهرة– محمد عبدالعزيز يونس:

هل أنتِ ناجحة في علاقاتك الاجتماعية أم تجدين صعوبة في التواصل مع الآخرين؟ هل تجيدين الحديث اللبق وكسب الصديقات أم تجدين صعوبة في بدء الحديث والتعارف؟ هل تتمتعين بمهارة إلقاء الحديث وإقناع الطرف الآخر أم تخجلين من المواجهة وتفضلين الانزواء والاستسلام؟

بهذه التساؤلات، بدأ المؤلف د.أيمن أبو الروس كتابه "كيف تكسبين الصديقات؟"، الصادر عن مكتبة ابن سيناء في القاهرة في 144 صفحة من القطع المتوسط، مؤكدًا أن النجاح في الحياة الاجتماعية لا يقل أهمية عن النجاح الدراسي أو المهني، مشيرًا إلى ضرورة أن يبادر الإنسان بتكوين علاقات اجتماعية ناجحة مع المحيطين به.

كيف تبدئين حوارًا ناجحًا؟

اجعلي الانطباع الأول يدوم طويلاً

الانطباع الأول هو أول ما يكوِّنه الطرف الآخر عنك، فإن كان إيجابيًا أصبح من الممكن أن تأخذ العلاقة بينكما مجراها وتمضي في مسارها الصحيح. أما إن كان سلبيًا فعوامل فشل هذه العلاقة ستظل كبيرة.

والآن، كيف تتركين انطباعًا جيدًا عن نفسك عند الآخرين؟ هناك بعض العوامل التي تساعد على ذلك، منها بدء الحديث بإلقاء التحية، وهذه يجب أن تتم بأسلوب فيه تواصل إيجابي، فلو تأملنا "التحية المثالية" لوجدناها تتضمن 5 عناصر أساسية هي اتخاذ وضعية مناسبة للجسم أثناء إلقاء السلام، وكذا توجيه العينين إلى الطرف الآخر لتحقيق التواصل، والعنصر الثالث هو التألق والإشراق؛ بمعنى إظهار الفرحة والتبسم، ومن ثم إلقاء السلام بصوت واضح ممتزج بالدفء، وأخيرًا الانحناء بالجسم قليلًا تجاه الطرف الآخر كنوع من الود والتقدير.

ابحثي عن أرضية مشتركة لتنمية الوفاق مع الطرف الآخر

والمقصود بالوفاق الألفة التي تسمح للطرفين بتبادل الحديث في اهتمام مشترك. فعلى سبيل المثال: قد تدعين إلى حضور حفل تخرج إحدى صديقاتك وتشاء الأقدار أن تجلسي في الاحتفال بجوار عدد من الفتيات اللاتي لا تربطك بهن علاقة، وهنا يأتي دور الاهتمام المشترك في اكتساب صديقات جدد، فمثلًا إن جذبك حديث بعضهن حول نباتات الزينة التي تهتمين بها بدورك فسيكون هذا مدخلًا مناسبًا لفتح مجال للحديث والتعارف والتقارب معهن.

الجئي إلى أسلوب طرح الأسئلة للمحافظة على استمرار الحديث

تعتبر الأسئلة بمثابة "الشرارة" التي تشعل الحديث كلما مال إلى الخمود، وقد يكون سؤال واحد في بداية التعارف بمثابة الزر الذي يدير حوارًا طويلًا قد ينتهي بصداقة طويلة. وإلقاء الأسئلة أمر مهم في أي نقاش، فليس من الحكمة أن نظل نتحدث طوال الوقت دون طرح أسئلة واستفسارات، إذ يتيح لنا ذلك فرصة التعرف على نواحٍ مختلفة من شخصية من نتحدث إليه.

وهناك نوعان من الأسئلة: الأسئلة المفتوحة والأسئلة المقفولة؛ الأول يتطلب الإجابة بعدة جمل وبكلام كثير نسبيًا، بينما الثاني يتطلب إجابة محدودة بكلمة نعم أو لا. لذا؛ النوع الأخير من الأسئلة ليس مفيدًا في تحقيق التعارف والتوافق.

ومن أفضل طرق التعارف على الآخرين أن تبدئي بطرح تعليق على حدث ما يجمعك بالطرف الآخر ثم تعقبي ذلك بطرح سؤال مفتوح لاستمرار الحديث... وهكذا.

أجيدي استخدم لغة الجسد.. فالأفعال تتحدث بصوت أعلى من صوت الكلمات

والمقصود أن توظفي كل تعبيرات الجسد -كالإيماء بالرأس أو إشارات الأيدي- أو تعبيرات الوجه أو طريقة الوقوف أو الجلوس في إيصال الرسالة التي نريد أن ننقلها إلى الآخرين دون أن نتكلم لفظيًا. فلغة الجسد صامتة لكنها مؤثِّرة وفعَّالة. مثلًا: بسط اليدين أثناء استقبال إحدى زميلاتك مؤشر إيجابي على سعادتك وحفاوتك بلقائها، بينما عقد الزراعين أمام الصدر لغة جسد سلبية تشير إلى عدم الترحيب.

اكتسبي مهارة بدء الحديث والمحاورة

كل إنسان منا تدور أبرز اهتماماته حول نفسه، فحدثي الآخرين بما يهتمون به لتجذبيهن إلى الحديث والتواصل معك.

لا تنتظري طويلًا.. وإنما تحركي وتحدثي لكسب علاقات اجتماعية جديدة

الأشياء الجميلة والتي نرغبها لا تأتي عادة إلينا من تلقاء نفسها، لذا ينبغي أن نسعى للوصول إليها. وكذا العلاقات الاجتماعية الناجحة تحتاج إلى بذل جهد من جانبنا، والمبادرة بتكوينها.

فمثلًا: إذا قابلتِ زميلة للمرة الأولى يمكنك أن تسأليها عن مجال دراستها، وعن نوعية الكتب التي تحرص على قراءتها، وعن الكتاب المفضلة لها، وعن هواياتها، واهتماماتها.

كيف تقيمين علاقات صداقة ناجحة؟

اكسري الجليد.. ولا تترددي في التقرب للآخريات

إذا أردتِ الانتظار حتى تأتي زميلة لتكلمك فقد يطول انتظارك.. أما إذا سعيتِ إلى جذبها للتحدث إليكِ فستبدأ الصداقة في أقصر وقت ممكن، لاسيما إذا توافرت الألفة المشتركة.

ابحثي عن الميول المشتركة لإقامة جسور الصداقة

الإنصات إلى الأخريات وإلقاء الأسئلة بغرض المحافظة على تدفق الحديث والكشف عن جوانب مختلفة من شخصية مَنْ يتحدث إليكِ يمكن أن يكشف لكِ عن ميول وهوايات وأفكار مشتركة تعزز التقارب بينكما.

محاكاة الآخر

بماذا تشعرين عندما تقوم أختك الصغيرة بمحاولة تقليدك ومحاكاتك؟! قد تتضايقين، لكنك في الوقت ذاته ستشعرين بأهميتك، فهي تحاول أن تكون مثلك، إذن فأنت إنسانة ناجحة ومقبولة أو لديك ما يغري الأخريات بالاقتداء بك والتقرب منك. لذا؛ يقول كارنيجي في أحد كتبه عن العلاقات الاجتماعية: "إن المحاكاة تعد من أعظم صور المكافأة".

ادعمي صديقاتك في أوقات الشدة

الصديقة المثالية هي التي تتعامل بصدق مع صديقاتها، وتسعد برؤيتهن، ولا تتأخر في مساعدتهن؛ لاسيما في أوقات الشدة، وتفي بوعودها تجاههن، ولا تتحدث عنهن بسوء، وترشدهن إلى مناطق الخطر وتقدم لهن النصيحة المخلصة، ولا تسعى إلى استغلال هذه الصداقة لتحقيق منافع شخصية.

اهتمي بالإنصات إلى الآخرين وأظهري الشغف تجاه ما يقولونه

ببساطة شديدة، إذا اهتممت بالآخرين وحرصت على الاستماع إليهم سيهتمون بك. إنها معادلة بسيطة وسهلة في اكتساب الصديقات.

وازني بين التحدث والإنصات

حتى تكون المحادثة بين الطرفين لائقة وناجحة ومفيدة لا بد من أن يُعطي كلاهما الآخر فرصة الحديث بدرجة كافية؛ فإن حرص طرف على الحديث طوال الوقت فهذا أمر خاطئ، وإن تمسك الطرف الآخر بالصمت فهذا أمر سلبي أيضًا ويُعطي دلالة على عدم الاهتمام واللامبالاة.

لا تخسري صديقاتك بالنقد اللاذع

أغلب الناس تميل إلى طرح النقد، وأغلبهم أيضًا لا يميلون إلى استقبال النقد. لذا؛ ينبغي عند رغبتك في إبداء نقد ما لإحدى صديقاتك أن تلتزمي بالدقة والموضوعية واللطف في كلماتك، وأن تضعي نفسك مكان الطرف الآخر. فمثلًا: يمكن أن تنتقدي تسريحة شعر صديقتك قائلة إنها غير متوافقة مع ملامحها، بينما يمكن صياغتها بأسلوب أفضل لا يسبب إحراجًا بالقول: "إن تسريحة شعرك جميلة، لكنها يمكن أن تكون أجمل إذا كانت على هذا النحو".

اعترفي بخطئك.. ولا تضعي مبررات واهية

إننا -وبلا شك- لا نولد مثاليين، إنما نكتسب تدريجيًا القدرة على السلوك اللائق من خلال التجربة والخطأ والأخلاقيات التي يزرعها فينا الأهل والمدرسة. لذا؛ فالوقوع في خطأ ما أمر وارد، لكن من المهم أن نعرف كيف نتعامل مع أخطائنا، خاصة التي نرتكبها في حق الآخرين، وأبسط شيء يمكن فعله في هذه الحالة الاعتراف بالخطأ ومن ثم الاعتذار، وعدم اللجوء إلى تبرير الخطأ بمبررات غير مقنعة.