السبت، 20 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

462 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

books disconnect edit

الكويت - الوعي الشبابي:

في الوقت الذي تحوّل فيه تركيز الأسرة إلى وهج الشاشات – حيث يقوم الأطفال بإرسال الرسائل القصيرة إلى أصدقائهم بينما يقوم الآباء بالعمل على الإنترنت على مدار الساعة – شهدت الحياة اليومية تحولاً ضخماً.

أدى توافر الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعي إلى القضاء على الحدود التي تحمي الأطفال من الجوانب البغيضة لحياة الكبار. فغالباً ما يشعر الآباء والأمهات ـ بحسب طارق عليان ـ بأنهم يفقدون حبال الوصل ذات المغزى مع أطفالهم. وينتاب الأطفال الشعور بالوحدة والغربة. لقد وُجد العالم الرقمي ليبقى، فما الذي تفقده الأسرة مع زيادة التكنولوجيا؟


وبحسب عالمة النفس السريري الشهيرة كاثرين شتاينر-أدير، تواجه الأسر مشكلة بهذا الشأن، والقضية أكبر مما يدرك الآباء بالفعل. لا يقتصر الأمر على مصادر الإلهاء التكنولوجية المزمنة التي لها تأثيرات عميقة ودائمة، ولكن الأطفال في حاجة ماسّة لآبائهم من أجل توفير ما لا يمكن للتكنولوجيا أن تمنحهم إيّاه؛ مثل التفاعلات الحميمة المهمة مع البالغين في حياتهم.

وبالاعتماد على قصص من واقع الحياة عبر عملها كطبيبة أمراض نفسية سريرية مع الأطفال والآباء والأمهات، وعملها الاستشاري مع المربين والخبراء في جميع أنحاء البلاد، تقدم شتاينر-أدير رؤى ونصائح يمكن أن تساعد الآباء في تحقيق قدر أكبر من الفهم والجرأة والثقة في وقوفهم ضد الثورة التقنية التي تتكشف في غرف معيشتهم.

يواجه الأهل مفارقة الاتصالات والوصول الأسرع والأوسع إلى المعلومات التي تجلبها التكنولوجيا، مما يؤدي إلى عدم التواصل في الأسرة حيث يقل تواصل أفرادها في كثير من الأحيان وجهاً لوجه.

وتستكشف عالمة النفس وطبيبة الأسرة شتاينر-أدير التغيرات التي تطرأ على ديناميات الحياة الأسرية عندما يكون هناك عدد أقل من المحادثات حول مائدة العشاء، وتقلص مواعيد اللعب مع الأطفال الذين يلعبون بالفعل مع بعضهم البعض، وقلة الألعاب التمثيلية والتخيلية.

وبالاعتماد على جلسات العلاج والمقابلات الشخصية مع الآباء والأمهات والأطفال والمربين، تخبرنا شتاينر-أدير أن بعض الأطفال يشعرون بالإهمال من قِبَل أبائهم الذين ينشغلون تماماً بهواتفهم المحمولة أو كمبيوتراتهم في الوقت الذي يشعر فيه الآباء بأن أولادهم استبعدوهم من حياتهم وفضلوا عليهم التواصل الإلكتروني مع الأصدقاء، والألعاب، ومصادر الإلهاء الأخرى.

وتشير شتاينر-أدير إلى التكاليف العاطفية التي نتكبّدها جرّاء الضغوط الناجمة عن التواصل المستمر والردود المتسرعة ومن التجاهل من قِبَل الآخرين أثناء التواصل عبر الأجهزة الإلكترونية. وتقدم المشورة بشأن كيفية تطوير "أسرة دائمة التواصل" تعرف ماهية التكنولوجيا المنتشرة وتركز على الحاجة إلى تطوير التواصل العاطفي بين الآباء والأبناء.

يروي هذا الكتاب المكتوب بأسلوب صحفي كيف عطّلت التكنولوجيا الجديدة الحياة الأسرية. يقوم الآباء بتهدئة أطفالهم الرضع بأجهزة "الأي فون"، ويشغّل الأطفال الصغار الألعاب العنيفة، ويتبادل أطفال ما قبل مرحلة المراهقة الرسائل الجنسية. لا يقدم الكتاب إجابات سهلة فحسب، بل ويشجع بلطف كل واحد منا يفتقر إلى الانضباط على الابتعاد عن الإنترنت.

يقدم هذا الكتاب نصائح رائعة للأبوين تتجاوز التكنولوجيا، بحيث تعالج قضايا مثل الهوية الذاتية، وتستعرض أخرى مثل الصداقات والجنس. ورسالة الكتاب غير موجههة للأطفال فحسب، ولكنها تستهدف كل أفراد الأسرة، وترى ضرورة الحفاظ على التواصل مع الناس والطبيعة بقدر الإمكان.

تقدم الدكتورة شتاينر-أدير اقتراحات رائعة للتعامل مع قضايا جرّتها علينا التكنولوجيا الجديدة -- وكلها ترتكز على الفرضية المطمئنة بأن الأسرة هي مَن يشكل دماغ الطفل وعقله وجسده وروحه بطرق إنسانية فريدة لا يمكن أن تحل التكنولوجيا محلها".

وهذا كتاب يعطينا إجابة شافية للسؤال الذي يجاهد الآباء في كل مكان للرد عليه: كيف يمكن تربية أطفال سعداء ومبدعين ومهتمين في عصر الشاشات؟ إن هذا الكتاب ليس مجرد كتاب ذكي فحسب، بل واحداً من الكتب الحكيمة جدّاً جدّاً.

وضعت د. كاثرين شتاينر-أدير إصبعها على نبض التحديات الاجتماعية والعاطفية التي يواجهها الأطفال في الثقافة الإعلامية على مدار الساعة.. اتخاذ البصيرة لها القلب. عليكم بالتفكير في كل ما قالته جيداً. يمكننا، كآباء، أن نساعد أطفالنا في المشي على الخيط الرفيع الفاصل بين مخاطر الحياة الرقمية وإمكاناتها المفتوحة.

هذا كتاب لابد أن يقرأه الآباء والأمهات والمربون. وسيساعد الآباء على تبني حلول شتاينر-أدير التدريجية التي تركّز على بناء علاقات أسرية أعمق وأوفر معنى؛ وسيمكّن المعلمين من فهم أفضل للحاجة إلى إدارة السيف ذو الحدين للتكنولوجيا كأداة للتعلم.

في كتابها ثاقب الفكر مقنع الرأي، تكشف لنا كاثرين شتاينر-أدير كيف تعمل التكنولوجيا والإنترنت على تفتيت الأسرة، وتخلف وراءها آباء يشعرون بالحيرة وأبناء تأكلهم الوحدة. ضع هاتفك الذكي جانبا واقرأ هذا الكتاب!

The Big Disconnect: Protecting Childhood and Family Relationships in the Digital Age

Catherine Steiner-Adair
Pub Date: August 2013, 384 pages

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال