الخميس، 28 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

59 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

 dawaa

لا تتخلص من بقايا الدواء الفاسد في حاوية القمامة ولكن..

إدمان الدواء مرض نفسي وعضوي يصيب الفرد ويؤثر في جهازه العصبي المركزي

الأعراض الجانبية من المشكلات الناجمة عن استخدام الدواء وقد تحول دون استمرار تعاطيه

القاهرة – أمنية عادل:

ينشأ الضرر الناتج عن استخدام الدواء ويتضاعف بسبب عوامل كثيرة، إذا استطعنا التعرف عليها وإدراكها وتجنبها فإننا نكون قد حققنا الهدف المنشود وهو استخدام آمن للدواء.

وتأسيسًا على ذلك فإن هذا الكتاب قد استهدف إلقاء الضوء على أخطار الدواء والعوامل التي تؤثر في حدوث الخطر وسبل الوقاية من أضراره، ولقد ناقش الكتاب بعض الموضوعات عن الدواء تمثل مشكلات صحية واجتماعية، مثل إدمان المخدرات والتدخين وسوء استخدام الأدوية في الحمل والرضاعة.

يتكون الكتاب من ثمانية فصول كل فصل يوضح أهمية الدواء وتاريخه، كما يقدم إرشادات للاستخدام الأفضل للدواء.

ويعرف المؤلف دكتور عز الدين الدنشاري الدواء بأنه من أهم ضروريات الحياة، حيث يستخدم في علاج العديد من الأمراض والوقاية منها والتشخيص العلاجي لبعضها، كما يستخدم في أغراض أخرى غير الأمراض مثل منع الحمل. ويأتي الدواء في حياة الإنسان في المرتبة الثانية بعد الغداء، ولقد دأب الإنسان منذ فجر التاريخ في البحث والتنقيب عن مسببات الأمراض، كما اهتم بتشخيصها والوقاية منها والاستدلال على سبل المقاومة والعلاج.

كما حقق الإنسان إنجازات عظيمة في علاج الأمراض بالأعشاب والمنتجات الطبيعية الأخرى، وكان المصريون سباقين في هذا المجال حيث زخرت برديات قدماء المصريين بمئات الوصفات العلاجية، وعلى هدى المواد الفعالة الموجودة في المصادر الطبيعية استطاع الإنسان أن يصنع آلافًا من الأدوية الكيميائية وذلك باستخدام عناصر أولية.

مشكلات الدواء

أما الفصل الأول فيوضح خلاله المؤلف مصادر الدواء ومشكلاته وأضراره، مستهلا بأهمية المنهج العلمي في اكتشاف تأثيرات الدواء واستخدامه، إذ تتضمن منظومة علاج الأمراض ثلاثة أطراف، الأول الفريق الطبي الذي يضم الطبيب والصيدلي والممرضة واختصاصيين في التحاليل الطبية والوسائل التشخيصية المساعدة، مثل التصوير بالأشعة والموجات فوق الصوتية وغيرها، والطرف الثاني في المنظومة هو المريض حيث يعتمد نجاح العلاج على التزامه بإرشادات الطبيب والصيدلي والممرضة، أما الطرف الثالث فهو الدواء، وهو الوسيلة التي تعالج بها الغالبية العظمي من الأمراض على مستوى العالم.

وفيما يتعلق بالطرف الأول فقد شهد القرنان الماضي والحالي تقدمًا علميًا وتكنولوجيًا ومهنيًا مذهلا في مجال الطب والصيدلة والتخصصات الطبية الأخرى أدى إلى تطور الخدمات الطبية تطورًا كبيرًا أسهم في مكافحة العديد من الأمراض، وبخاصة الأمراض المعدية، أما عن الطرف الثاني، وهو المريض، فلقد اهتمت العديد من الدول اهتمامًا بالغًا برفع مستواه التعليمي والثقافي فيما يختص بالوقاية من الأمراض والاستخدام الأمثل للدواء وتجنب العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالأمراض وتفاقمها، مثل التدخين وتعاطي المخدرات والإفراط في تناول الطعام.

فيما يجيب المؤلف عن تعريف الدواء بأنه مادة تستخدم لعلاج المرض أو الوقاية منه، وقد يستخدم لتشخيص الأمراض أو إحداث تخدير عام أو موضعي لإجراء العمليات الجراحية أو تسكين الآلام، كما يستخدم لأغراض أخرى لا تتعلق بالمرض أو العمليات الجراحية، مثل تعطيل وظيفة طبيعية كالحمل.

أما عن مصادر الدواء فهناك أدوية نباتية ومنها ما هو من أصل حيواني، وأخرى من أصل معدني، كما أن هناك أدوية تنتجها الكائنات الدقيقة وأخرى من الأدوية المصنوعة كيميائيًا.

أما عن مشكلات الدواء وأخطاره، مثل الإهمال في تنفيذ التعليمات المتعلقة باستعمال الدواء، وكذلك أخطاء قد تؤدي إلى الخطر كالإهمال في حفظ الأدوية بعيدًا عن متناول الأطفال، فضلا عن إدمان الدواء الذي يعتبر من أخطر مشكلات العصر الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية، وهناك عوامل عديدة وراء انتشار هذه الظاهرة، من أهمها إطلاق المستحضرات الدوائية التي تحتوى على أدوية مخدرة أو مسكنة أو منشطة دون فرض رقابة صارمة على إنتاجها وتداولها.

وسائل مختلفة

أما الفصل الثاني فهو بعنوان "الوسائل المختلفة لاستخدام الدواء" ويقدم المؤلف خلاله السبل المثلي لاستخدام الدواء مثل كيفية استعمال المراهم والكريمات والهلاميات، كذلك قطرات العين للكبار والصغار وقواعد استخدام الأدوية الأخرى المختلفة.

فيما يقدم الفصل الثالث الإرشادات للاستخدام الأفضل للدواء، ويشير إلى معلومات ضرورية ينبغي معرفتها قبل الذهاب إلى الطبيب، كتنفيذ الإرشادات التي تلقاها المريض من الطبيب والصيدلي تنفيذًا دقيقًا، كذلك قراءة الإرشادات المكتوبة في الروشتة بعناية ودقة، فضلا عن الشرح الوافي لما يشعر به من أعراض للطبيب أو الصيدلي.

ويقدم المؤلف نصائح متنوعة، ففي حالات الحمل والرضاعة والشروع في الحمل، ينبغي على المرأة مصارحة الطبيب بذلك، لأن هناك أدوية قد تلحق الضرر بها أو بالجنين أو الطفل الرضيع، وإذا كان المريض قد حدد موعدًا مع طبيب الأسنان لعلاج التسويس أو خلع سن أو ضرس أو إجراء عملية جراحية وذهب قبل إلى طبيب الباطني مثلا لعلاجه من مرض آخر، ينبغي عليه أن يذكر ذلك لطبيب الباطني ما سيجريه لدى طبيب الأسنان، أما إذا كان المريض يستعمل غذاءً للتخسيس مثلا فيجب إعلام الطبيب بهذا، لأن المرض قد يكون ناتجًا عن استعمال هذا الغذاء.

نصائح طبية

وإذا كان المريض غير قادر على شراء جميع الأدوية التي نصحه الطبيب باستعمالها، ولم يتمكن من استخدامها لأي سبب من الأسباب فينبغي عليه مصارحة الطبيب بذلك، كذلك حينما يشعر بأي تعب أو أعراض مرضية بعد استعمال الدواء عليه أن يتصل بالطبيب أو الصيدلي الذي يقدم له النصيحة، أما في حال انتهاء تاريخ صلاحية أي دواء موجود بالمنزل، فيجب التخلص منه، ليس بإلقائه في القمامة لكن بإلقاء محتويات العبوة الدوائية في دورة المياه، حتى لا يعيد أحد أستخدامها.

ويحمل الفصل الرابع من الكتاب عنوان "الدواء والتدخين والخمور أثناء الحمل والرضاعة"، حيث تشير الدراسات إلى أن تناول بعض الأدوية فد يؤدي إلى حدوث مضاعفات الحمل، مثل نزف الرحم وسقوط الجنين أو ولادته قبل انتهاء شهور الحمل أو بعدها، أو ولادة الطفل ميتًا، ولقد اتضح أيضًا أن كثيرًا من الأدوية ينتقل من دم الأم إلى الجنين، وهو ما يؤدي إلى اختلال تخليق الجنين في الشهور الأولى من الحمل، وهي الشهور التي تتكون فيها أعضاء الجسم الظاهرية والداخلية.

تأريخ دوائي

فيما يأتي الفصل الخامس بعنوان "أدوية لها تاريخ"، متضمنًا تاريخ بعض الأدوية وكيف تم اكتشافها فهذا الفصل تأريخي أكثر منه إلقاء للضوء على الأدوية وتأثيرها، فمثلا فيتامين سي تم اكتشافه عن طريق رحلات البحارة منذ أكثر من 200 عام، كان بعض البحارة يحملون معهم في سفينتهم خلال الرحلات البحرية الطويلة أغذية مكونة من خضروات وفواكه طازجة، وحبوب ولحوم محفوظة، وكانوا يستهلكون الخضروات والفواكه أولا خلال مدة قصيرة ثم يتناولون لبضعة أشهر بعد ذلك أطعمة مكونة من الحبوب واللحوم فقط وهي أغذية تفتقر إلى فيتامين "سي" بخلاف الخضروات والفواكه الطازجة الغنية بهذا الفيتامين، ولقد ترتب على تناول الحبوب واللحوم إصابتهم بمرض الإسقربوط وتشمل أعراضه التعب وسوء التئام الجروح وتورم اللثة وحدوث نزف فيها، وسقوط الشعر والأسنان وآلام في المفاصل، وكان هذا المرض هو بداية اكتشاف فيتامين "سي" وأهميته في الوقاية من مرض الإسقربوط وأمراض أخرى.

أما الفصل السادس فيأتي بعنوان "سوء استخدام بعض الأدوية والطريق للإدمان" ويعتبر إدمان الدواء مرض نفسي وعضوي يصيب الفرد الذي يتعاطي لغرض غير طبي أحد الأدوية التي تؤثر في الجهاز العصبي المركزي، فهي إما أدوية مسكنة للألم أو أدوية منومة أو مهدئة أو مسببة للهلوسة أو أدوية منشطة، ولقد عرفت منظمة الصحة العالمية الإدمان بأنه تسمم مزمن يلحق أضرارًا جسيمة بالفرد والمجتمع، ومن أعراضه رغبة الفرد في تناول المخدر بصفة مستمرة، ومحاولته الحصول عليه بأي وسيلة شرعية كانت أو غير شرعية، كما يتصف الإدمان باضطرار المدمن إلى الإكثار تدريجيًا من مقدار الجرعة التي يتناولها حتي يصل به الأمر إلى تناول جرعة كبيرة من المخدر قد تسبب له أعراضًا نفسية وبدنية يصعب علاجها، وقد يسبب في بعض الحالات توقف التنفس أو الإصابة بالتشنجات والوفاة.

عصر الجينات

ومن صفات الإدمان أن الشخص يرتبط ارتباطًا نفسيًا وبدنيًا بالمخدر الذي أدمنه، بحيث إذا أقلع عن تعاطيه، فإنه يشكو من أعراض نفسية وبدنية تعتمد في شدتها على نوع المخدر وعلى مقدار الجرعة وعدد مرات التناول في اليوم الواحد وطول المدة التي تناوله فيها، وقد تكون هذه الأعراض جسيمة لا تحتمل.

ويوضح المؤلف في الفصل السابع "ميكروبات لصناعة الأدوية البيولوجية" ويشير إلى التطور المذهل في علوم الطب والصيدلة والزراعة والصناعة والبيئة وغيرها، ويعتبر اكتشاف مواقع الجينات في النبات والحيوان والميكروبات والإنسان ودراسة خواص هذه الجينات التي تتحكم في الصفات الوراثية للكائن الحي، ويعتبر هذا الاكتشاف من أهم الإنجازات التي تحققت في نهاية القرن العشرين والتي تعتبر الدعامة الأساسية للتطور غير المسبوق الذي شهده العصر الحديث، عصر الجينات.

ويختتم المؤلف كتابه بالفصل الثامن "الجينوميات الدوائية ومنع الحساسية للدواء والأعراض الجانبية الأخرى" إذ تعتبر الأعراض الجانبية من المشكلات الناجمة عن استخدام الدواء، والتي قد تحول دون الاستمرار في تعاطيه، وتعد أعراض الحساسية التي تسببها بعض الأدوية في عدد قليل من الأفراد من الأعراض الجانبية التي تمثل مشكلة علاجية.

 

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال